المرأة بين الحلم والواقع

المرأة بين الحلم والواقع

دلشا آدم

إن فقدان العاطفة والآلفة في الحياة اليومية من أكبر الكوارث انتشاراً وتأثيراً على المرأة في ظل التطورات وسهولة التواصل وإنشغال الشريك عنها وما إلى ذلك من أسباب.
فالحرمان العاطفي وما له من آثار سلبية على سلوك المرأة الحياتي و بالأخص المرأة الشرقية، التي تبقى أسيرة قفصها الخرافي لحين قدوم الفارس الموعود، وحرمانها العاطفي التام في ظل معتقدات وعادات تتناسب ورغبة الذكور وشهواتهم.
في مجتمع اللجوء للخرافات والتمتع بسلطة الإغراء وبذلك الوجه المزدوج للحقيقة المعدومة الوجود، ففي حين تقبل المرأة بحماس فياض لفكرة الوفاء ورفض للخيانة والتعديات يفقدها الآخر الرجاء ويذهب بها إلى حيث روتين الحياة والاستسلام لحلول مؤقته هدّامة، فيكون التعفف والاعتدال نظريات ينادي هو بها ويناقضها في الحين ذاته.
فأن تطمر المرأة جبروت رغباتها بوحشية وتكره ذاتها ليس بالخيار الأمثل لعزلتها، لهذا السبب وذاك نلاحظ بحث الكثير من السيدات عن البديل العاطفي على صفحات التواصل الاجتماعي، ربما انتقام من ذواتهن أو من إجحاف الزمن بحق أنوثتهن، أو ربما الرغبة في اكتشاف المجهول وملامسته والضعف أمام الحلم المنشود وحالة الإطراء المفرط التي يستخدمها الاخر لاصطياد فريسته لجعلها دمية معدومة الإرادة، تلك الازدواجية التي لا تدوم إلا للحظات ليعود كل إلى عالمه الإنساني الموحش.
في الحقيقة فإن خطورة تعرض المرأة للوحدة والاستغلال العاطفي بات أكبر بكثير في ظل التطورات وسهولة التواصل، لأن الشخص الذي تحاوره ليس إلا عبارة عن كبسة زر تكون النهاية لتلك العلاقة أو تبعث الأمل في النفوس التائهة في ظل كثرة الخيارات والحريات.
فهل خلقنا لنخفف العذاب عن أنفسنا أم ليمتزج الألم بالوعي، والوعي بالبلاهة والحماقة.
فكتمان الألم والمشاعر ماهو إلا بدبلوماسية الأنين، لنضع بذلك الشمس في كف والجحيم في الكفة الاخرى، وإن خجلنا من ذواتنا والإستسهال في قبول الرفض وكبت الرغبات على حساب المشاعر والمقدسات هو الأمر الأكثر مأساوية وتعقيداً.
فحقيقة عاطفة النساء كانت تثير الرثاء في مجتمع متسلط ذكوري، لكنها باتت أكثر تأزم اليوم في ظل مجتمع الكتروني ذكوري متسلط.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s