رودي سليمان: لأنني كردية
زي بوست:
ولأنني كردية
لا أتقن لفظ الضاد والظاء
ولا استطيع قول
(ضمت السنديانات جراحنا)
(والظباء تسرح بعيداً)
فكلما فكرت بهذين الحرفين
نبتت في فمي
سنديانات مدماة
لتنهش قلبي حزناً تهرّب ظباؤه
إنه عيد
يقولون عيد التكاثر
وعيد خطيئة الأمهات
عيد العذارى
عيد فض البكارة
عيد الأجنة
وأنا أدعوه
عيد اصطياد الغزلان الشاردة
في غابات العزلة
ينزّ الحرف
وكأنه دم
فكلما زادت الحرب
انتحر
و تأوهت قصيدة بين يدي المغلولتين
اكتشف كل يوم
أني صبية تنزف الحب
فتفارقه
كلما ذهب الشمال جنوباً
وغربت شمس من الشرق
لتُدعى
أميرة الشمس
ناسين أنها تذوب في بلاد لاشمس فيها
شلال صوتها انساب في الهاتف
فغرق المسكين
وقبّل وجنتيه
شاكراً كمّ الهناء المكنون بين جدران عزلته
في مسرحية الغربة
في الصف الثاني من اليسار
الكرسي الأول من اليمين
بجانب امرأة شيّبها الوطن
همس كثيراً بأذنها
وردد اندهاشاً بائناً
وكأن ميلاد ثورةٍ ما ظهر
احتفل بقلبه سنة من المفاجآت
إنها ذات الرائحة
وتنتظر قبرها هناك مثله
و بتصفيق عابرٍ وأدَ كل ماكان
ينهي الحالة
ويرجع لبؤسه القديم