سلام حلوم: النّحلة
زي بوست:
النحلة التي عثرنا عليها جريحة
في الأحراش
مجبولاً غبارُ طَلعها بالدم
كانت تُعِدّ من سنواتٍ خوابيها
لقمر مخطوفٍ تحت دخان العشب
فكلَّ صباح كانت تفرك عن بلّور الشبّاك
ما سَلحت من البارود البنادقُ
وبما تبقى لها من ريق
كانت تلمّع صورةً بلاملامح
تطلّ قبيل الغروب
تلقي السّلام من بعيدٍ وتمضي قوساًمن نورٍ بين غيمتين
النحلة التي كانت
في اللّباس المدرسيّ
تشقّ الضّباب المتربّص
بما حفظت من سطور العسل
كي تقدّمها قربانا لعشّ من الدبابير
وجدناها
علقت بكنزتها شجرةٌ من شوك
وكلما نسلنا واحدة صرخت
كأنّّما من جبّ بعيدٍ وعميق
منكمشةً أهدابُها كنسيج
كأنّما تلفّ صورة لن تسلمها للشمس
وبلا رفّة هذه النحلة بلا طنين
غير أن نبضاً خفيّاً يتدحرج في حضن أمّها كي يحرّك في حَنجرتها من جديد
رخيمَ البكاء