حسين الضاهر: أن تكون “نحن”
زي بوست:
لا تهتم حضرتك
إن دخلنا حمام الدم الساخن
كي نتبرأ حيناً من أوجاعنا
وخرجنا عراة عند ضياع “طاسته” الشهيرة
لا تهتم
إن دخلنا المجزرة بأسمال ملونة
وخرجنا منها مجرد رقم شاحب
إن دخلنا الجرح
تسكعنا داخله
بمسدس على الخاصرة
تسكعنا ببندقية نصف أوتوماتيكية
تسكعنا بقنبلة يدوية ثقيلة
تسكعنا
***
لكن
أن تكون “نحن” الآن
ستنتعل خف الذكريات بقدم يمنى
وغربة طويلة الأمد في اليسرى
ولا تعود قادراً على المشي باتزان مواطن شريف
***
أن تكون “نحن”
لا يعني انتماءك لتلك القطعة من الأحجية
ولا يعني أن تهش على صباحك المتكرر بقرص “فلافل” عتيد
يكفيك
أن تريهم طرف وشاح أمك الغارق بالدمع
ولا تهتم
***
دع العالم يلتقط صوراً لنا
كل مرة نضاجع الركام فيها
دع المحاكم تصدر بحقنا حكم الإخلال بآداب الطريق
عند ظهورنا المفاجئ في منظار قناص محترف
دع الصمت يتنعم بمشاهدة فيلمنا الطويل
ولا تنزع من يديه كيس “البوشار” أو كأس العصير المنعش
ولا تهتم