كاميران محمد: طلب صداقة
زي بوست:
أبحثُ عنكِ في فيسبوك
أكتب اسمكِ بالعربية تارةً وبالإنكليزية أُخرى
أتحايل على الحروف لأجدكِ في هذا المكان الأزرق المزدحم
لم يكن الأمر صعباً … وجدتك
صورتكِ الشخصية تضج بالألوان
وأنا الذي عِشْتُ كل هذه السنين في الظل
كنتِ كالغيمة البيضاء في حياتي
حجبتِ عني ضوء الشمس
وبقيتُ في الظلال عشرة أعوام
لم أعرف الألوان
مازال شعركِ داكناً
وأنا الذي كلما نظرتُ إلى المرآة في الصباح
أجد شعرةً بيضاء جديدة
لم تفقد عيناكِ بريقها
كأنني تركتكِ البارحة
أنا فقدتُ طعم الحياة وبريقها منذ آخر يوم كنا فيه معاً
أتذكرين
ذلك الزقاق الضيق في حلب؟
حيث آخر لمسة
تركتِ يدي يومها وذهبتِ مسرعةً لحياتكِ الجديدة
وأنا بقيت عالقاً في دوامة الذكريات
أُقَلِّبُ كل يوم قبل النوم صوركِ
في صفحات مخيلتي الواقفة عند ذاك التاريخ
كساعة الحائط في منزلنا القديم
نعم لقد وجدتكِ هنا في هذا الفضاء الافتراضي
لكن هل سوف أكون شجاعاً بما يكفي
كي أرسل لك طلب صداقة؟
أن أضع لكِ إعجاباً على صورتكِ الوحيدة؟
أو ربما أصل لأقصى درجات الشجاعة والجنون
وأضع لكِ قلباً أحمر؟
هل سأفعل ذلك؟