مروى بديدة: لا يقلقني
زي بوست:
سمكة حافية بلا أجنحة
بلا حذاء… بلا جوارب زهرية
يلمع الشفق في عينيها الغائمتين
فمها أحمر… فمها معذب
في الليل فقط تنام الأسماك الجريحة
يا سمكة الأدغال الخضراء
يا سمكة العشب المقصف
لا تركبي الهلال في الأعالي
سمه لاذع و جلدك نحاسي ظريف…
اصنعي أرجوحة في الهواء الأزرق
ارتاحي بين الغسق و الضياء….
من هنا سأمر يا حبيبي
سأمضي…
من ميتم الأسماك الجريحة
من ميتم الأسماك المجففة…
سأمر
مزركشة سريعة كثعلب بري…
أركض بلا أطراف و لا أظافر في حقول السردين
مسالمة و ناعمة
مطوق رأسي بالزنابق البيضاء
و أنفي حريري يلتقط بريق النجوم المتهاوية
أيها الألم… جمجمتي صغيرة
لا تحصرني في السراديق…
لا تدخل من صدغي
كي لا تسقط عيناي اللاهثتان كالطرائد البنية…
إنها تشويني الحمى…
تجفف لساني…
كم مر طعم هذا التفاح المشوي…
كم طويلة أمسيات القمح و الخشخاش…
رائحة من الشمال دافئة، مخمرة
يا للقطاف العنيف… يا للفاجعة!
سأمر تحت قمر مكسو بريش فضي
و أختفي في الظلال الحامية…
لم أنته من الحب أيها القمر المرفرف
لكنني هاربة و خائفة…
يا حبيبي ادفن الأسماك الهالكة
و البردانة دثرها بأصابعك الهادئة…
لم يكن ذنبي هذا الخراب دون بحر يأوينا…