ريان علّوش: أليخاندرو في مقابلة عمل
زي بوست:
(أليخاندرو يتقدم إلى وظيفة ويجري مقابلة عمل فريدة من نوعها ويحدثنا عنها)
عادة لا أهتم بالإعلانات التي تطلب موظفين، ولكن كان لذلك الإعلان وقع في نفسي، فهم لا يريدون سوى عاملاً في إحدى المزارع، وأهم ما فيه أن الخبرة غير ضرورية.
حزمت أمري في اليوم التالي وتوجهت إلى العنوان الموضوع في أسفل الإعلان، كانت بوابة المزرعة ضخمة يقف في منتصفها كلب أشار لي بالدخول، مصطحباً اياي إلى الداخل حيث مكتب السكرتيرة، ربَّت على رأس الكلب ولم أستغرب تصرفه فعلى ما يبدو أن صاحبه قد دربه طويلاً حتى أتقن عمله.
بدخولي إلى مكتب السكرتيرة لاحظت أنها متوسطة الجمال، فأكبرت ذلك بصاحب العمل، حيث بدا لي بأن ما يهتم به هو العمل فقط دون أي اهتمامات أخرى، لكن بعد أن وقفت لتدلني على مكتب صاحب العمل نظرت إلى مؤخرتها فأكتشفت بأنها عنزة.
لم أجد متسعا من الوقت كي أعجب من وضع السكرتيرة لأنني عندما دخلت إلى الغرفة كان المدير ثورا ضخما يضع قرطا في أنفه، وقبل أن ترتسم دهشة أخرى على وجهي أشار لي بالجلوس، فجلست، ثم خار خواراً شجياً، دخلت على إثره حمارة جميلة قدمت لي كوباً من الحليب الطازج مع غمزة من طرف عينها على سبيل المواعدة.
كانت صدمتي كبيرة مما يجري من حولي، ولكن عندما قرأت لوحة على الحائط مكتوب عليها بخط جميل: لقد تحقق ما وعدتكم به فحافظوا عليه،
هممت بالانصراف، ثم صرفت النظر مفضلاً أن أمضي حتى آخر لحظة من مغامرتي.
اصطحبني المدير كي يطلعني على أقسام المزرعة، كانت المزرعة تعج بمختلف أنواع الحيوانات التي تعمل بجد ونشاط دون أن تهتم بوجودي، وهذا ما زاد باستغرابي.
في ركن متطرف شاهدت سياجاً شبكياً عالياً بدت لي خلفه مجموعة من النساء والرجال والأطفال،
عندما اقتربت من السياج خافوا وتكوروا في الزاوية وكأنهم يرون خصما أتى للانتقام، لم أفق من دهشتي إلا على صوت المدير قائلا: نحن في مزرعتنا نحرص على هذه الأنواع، التي لم يتبق منها إلا أعداداً محدودة نتيجة الكوارث التي حلت بهم.
كلامه هذا ورؤيتي لبني جنسي يعاملون بهذا الشكل جعلني أعود من حيث أتيت غاضبا، ولكن مروري من أمام مرآة موضوعة في الممر جعلني أصحو من غفلتي، إذاً أنا لست بشريا مهدداً بالانقراض!!
طويت ذيلي مبتسماً، وحركت أذناي بسرور،شاكرا الآلهة، ثم عدت إلى صاحب العمل كي أستلم مهامي الجديدة.
قصة جميلة و معبرة عن وضع مأساوي للأسف
إعجابLiked by 1 person