وافي بيرم: هالووين

وافي بيرم: هالووين

زي بوست:

اليوم عيد الهالووين، فكان لا بد لي من التنكر للمشاركة في هذا العيد.

منذ صغري كنت أحب التنكر، أحياناً كنت أطرق باب بيتنا وأنا أقلد صوت رجل عجوز، وفي مرات أخرى كنت مع أولاد الحارة نلبس القمصان في رؤسنا ليظهر من القمصان فقط عيوننا اللامعة، ولقلة المواد المساعدة للتنكر، كنا في أغلب الأحيان نرسم بالقلم الأزرق شارباً ولحية، أو نصطنع صرخات كاذبة، أو نعقد الزر الأول من لباس المدرسة “الصدرية البيج” ونتركها ترفرف خلفنا بزي “سوبرمان”.

فكرت كثيراً في الوجه الذي يجب أن ألبسه لمثل هذه المناسبة، يجب أن يكون مرعباً بعيون حمراء وأنياب لامعة، تعلو جبينه عقدة حقد، وشفاه يملؤها قيح الشتائم.

فتحت خزانة الوجوه المستقرة في غرفتي، وبحثت بينها، فلم أجد أشد رعباً من وجهي الحقيقي، لبسته بسرعة وخرجت للاحتفال.

في مدخل البناء سلمت على جارتي التي حاولت إغوائي سابقاً، فاصفر وجهها وتبلل سروالها وأغمي عليها، هربت منها، ووقفت في رأس الحارة لألهو قليلاً مع أصدقائي، فما كان منهم إلا الهرب مني، صراخ وشتائم ورعب شُحنت بها الحارة بأكملها.

لا أعلم ما الذي أصاب الجميع هل هو رعب الهالويين، أم أنه تنكري الذي كان متقناً لدرجة عالية.

اتجهت إلى حانة لأشرب قليلاً فما كان من صاحبها إلا أن أخرج مسدسه وأطلق النار باتجاهي، نجوت من الرصاصة بسبب ارتجاف يديه وهربت سريعاً، أركض في الشوارع والأزقة، والأطفال يهربون مني مذعورين، وصلت البيت بشقّ الأنفس، خلعت وجهي الحقيقي، وشربت القليل من الماء، ثم خرجت للشرفة لأتنفس هواء نظيفاً.

على الشرفة المقابلة، خرجت جارتي وهي مبتسمة بثوب شفاف قصير وقالت لي: كيف حالك جاري الجميل؟

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s