وافي بيرم: هل تحبني؟
زي بوست:
سألتني وقلبها يرتجف: هل تحبني؟؟
نظرت حولي، وقلت لها: سأحدثك عن نفسي عندما أجوع مثلاً فأنا أجوع بشدة، وآكل بنهم حتى الامتلاء أقرض كل ما يأتي أمامي من أطعمة، أعطش عطشاً تتحجر به حنجرتي وأشرب كثيراً من الماء والكحول والبيرة والمشروبات الصناعية المسرطنة، حتى أنتفخ كبالونٍ مطاطي، أستيقظ صباحاً بنشاط مفرط حد أذية نفسي، أذهب إلى عملي بسرعة جنونية، أنهي أعمالي بذات الشغف والسرعة، أنعس نعاساً شديداً لا أستطيع فيه رفع جفني، وأنام بعمق شديد كميت في حرب، تهاجمني كوابيس مفزعة، أستيقظ منها وأنا أحمل ندوباً وكدمات وجروح.
الأحلام تأخذني عالياً جداً وعندما أعود مستيقظاً قد أجد في يدي حمالة صدر أو تنورة مخططة بالأبيض والأحمر، أو غيمة ملفوفة بشريط قوس قزح.
يصيبني الانتصاب بشكل جنوني أمارس الجنس بعنف، أثقب الجدران، أضاجع المدن والحقول والأشجار العقيمة، فتثمر الأشجار ثماراً خبيثة تلاحقني وهي تصرخ: بابا .. بابا.
إن أصابني الفرح أرقص في الشوارع والأماكن العامة، أقفز برقصتي عالياً بين الغيوم، والناس حولي يضعون أكفّ أيديهم كمظلة على عيونهم مراقبين رقصتي بذهول.
عند الحزن تتبدل الألوان جميعها إلى اللون الأسود ويصبح عالمكم عالماً سفلياً، أما في الاشتياق فقد يتغير تموضع القارات والحدود والدول، في حال الغضب أضرب عدوي متقصداً إيذاءه، أقتلع عينه، أجدع أنفه، أكسر معصمه وأخصيه في أغلب الأحيان.
أؤمن بورع أسري به وأعرج، وأكفر فأخلق آلهة تصطاد آلهة أخرى وأصنع منهم جحيماً، أقتل وأسرق بوضاعة، أقتل بريئاً وأسرق قلباً روحاً طفلاً…
ولكن عند الحب أرتجف بشدة
أتعرق
أختنق
أتقيأ
أذبل
أنحُل
أصفرّ
أزرقّ
أضمر
أذوي
أذوب
أتحلل
أُنسى
أمرض
أرتعد
أزبُد … وأموت.