قدســـي: للشاعر محمد أحمد خليفة رحمه الله

قدســـي: للشاعر محمد أحمد خليفة رحمه الله

زي بوست:

نعم إني أحبُّ حروفها
وأعرفُ أنني يوماً
أدوسُ بِساطها
نعم
نعم
ومازلتُ الشقيَّ بأحرفي
وعازفَ آلةٍ حدباءَ عاقر
يدي مغموسةٌ بالأرض
مفاتيح البيوتِ
وثوب صبيةٍ ودفاتر
وزيتونٍ وتفاحٍ وخاتر
أنا ألهو .. ويلهو إخوتي
كراتُ النارِ تعبثُ بالحناجر
كفى كذباً .. مللتُ الرضعَ منها
مللتُ الرقصَ
والتزميرَ
وسكبَ الدمعِ والأشعار
كفرتُ بعهر أمتنا
من السلطانِ للصرصار
وترميني بقبلتها
حبيبة قلبيَ الغافي
على البسطارِ والأخبار
وأحلمُ أنني في دارها
حبيبةُ قلبيَ الباكي
على الليمونِ والأحجار
على وطنٍ يدوخُ بأضلعي
بلى
بلى إني أتيتكِ ياعروسي
اتيتكِ دونَ أيِّ ضريبةٍ
فمثلي لايغادرهُ
الدوار
فمثلي لايغادرهُ
الدوار
تعالي في مَنامي ياعَروساً
آآآآآآآآآه … ثم آآآه
أدوخُ ادوخُ يا أمي
ولا أحد يصبُّ الماءَ في وجهي
ولا سكينُ تعبرني
ولا صمتٌ ولا إجبار
ولا دينٌ يُقربنا
ولا شيخٌ ولامختار
ولا قانونُ يخصينا
ولا عهدٌ و لا أنصار
ولا الاقوامُ تَرهَبُنا
ولا الأيام تنصفنا ولا الاقدار
ولا كلبٌ يفارقنا
ولا الواشي ولا الجزار
ولا النيرانُ تحرقنا
ولا الأمطار تغسلنا
ولا الآثامُ والفجار
طبيعي يا عروبتنا
فمنا الخائن المكار
ومنا الزبلُ والأقذار
ومنا كاتبٌ يلهو على السيقانِ
والكاساتِ والخُمَّار
وفينا ألفُ عاهرةٍ
تضيء الدربَ تكنسه
لمجزرةٍ واستعمار
وتصنعُ من صحائفنا
ستائرَ بابِ غرفتها
وتحكينا عن الأمجادِ والإصرار
عنِ الناموسِ والنخوات
عن الأخطاءِ والهفوات
عنِ الرحمات والعثرات
سالعنُ أصلَ اصنافٍ
تنامُ بصدر خيمتنا وتعبدُ سيدَ
الدولار
نعم إني أحب حُروفها
وطهراً في أزقتها
ورملاً في شواطيها
أحب القدس يا أبتي
وأعرفُ أننا قومٌ
سيخرجُ من دفاترنا ومن أنَّاتِ غربتنا
صهيلُ الماردِ الجبار
واعرفُ أنني أفنى
وتفنى كل خيبتنا وتولدُ راية أسمى
تسمى راية الأحرار
تسمى راية الأحرار

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s