الكابوس: سعد فنصة
زي بوست:
أفقت اليوم صباحاً بعد نوم قِلِقٍ ومتقطع، ومحشو بأسوأ كوابيس رأيتها في حياتي كفيلم مرعب طويل..
ما يخيفني حقيقة في أحلامي .. أنها تتحقق في قادم الأيام بالتجربة الواقعية، محققة برؤاها المفزعة كانت أم الجميلة.
لكن الأصعب في أحلام الكوابيس التي تلاحقني في منفاي، أنها تتحرك في مخيلة عقلي الباطن بصور وأشكال مجسمة بالصوت والصورة، وكأنها فيلم سينمائي (سكوب) ثلاثي الأبعاد، وهندسة الصوت خلاله (دولبي) مضخم، وكأن المخرج الشيطان هو خريج مدرسة جحيم الرعب..
ملخص الحلم.. الكابوس:
للمرة الثانية أحلم أني عُدت فجأة إلى (سورية الاسد) دون مقدمات، ولازالت صوره معلقة في الساحات وعلى تلال الخراب، وسجونه مترعة بالمعتقلين وشوارعه متخمة بالنساء والأطفال المشردين، في حين وقعتُ بين أيدي جلاوزته وجلاديه، المتخصين بأعمال التعذيب، البطيء.
كل تلك الصور التي ارتُكبت في السجن الأسدي الرهيب، تجسدت أمامي بالفعل المشين الذي يفوق قدرة احتمال البشر على تصور ذهنية التلذذ بجرائم التعذيب.
تعذيب الأطفال، فك الرقاب، حرق الأمهات، إدخال الأجسام المعدنية والمسامير الصغيرة في الرأس، وأحجام أكبر في أجزاء محددة من الجسم، سمل العيون، توظيف الجرذان في ابتكار حالات لتعذيب النساء بأكثر الطرق وحشية وفجوراً للمخيلة البشرية وامتهانا للكرامة الإنسانية.
الغريب في الأمر أنني أفقت من كابوسي الحقيقي الرهيب، لأجد رسائل متعددة أرسلها إلي هذا الصباح تحديداً، عدد لابأس به من الأصدقاء والأحباء، يستفسرون عني ويقينهم أنني أمر بمحنة عصيبة.
يمكن للعقول والأرواح أن تتلاقى وتتصل عن بُعد بتحفيز كهرباء الدماغ، وطاقاته الكامنة، وهو التفسير الوحيد للألم الجمعي المشترك… حين يستشعر بك الآخر البعيد، ويلامس بحساسيته… شغاف الروح..