رودي سليمان: أنا الصفر ولاااااااااك
زي بوست:
ألفُّ في فراغ الصفر اللاتينية، هذه المساحة التي أرسم فيها جدراناً مائلة وعالية، تصدر وترسم أشواكاً مدببة في الدروب.
هذه الصفر الصغيرة وبجلّ مكرها تحاول انحناء رأسي نحو الهاوية فأتحرك وأدور حول نقطة واحدة مرتكزة على هول البركان (المنفي من الواقع)المدفون فيّ.
لابد أن تتوسع المساحة في الصفر أكثر، لابد أن نطالبها بإصلاحات في دولتها فترسم قوسها المنحني بمساحة انحناءةظهري اللامرئية.
سألت صديقي عنها مالصفر؟ علني أهذب مراسيم تليق الاحتفاء به، علني أحسب لها حساباً، لم يسعفني حديثه إلا بأنها لاتحتمل الزوايا ولا تروق لها نتانة الحواف المدببة المخترقة لكل المقابل.
لا أريد استخدام الكلمات الكبيرة كما الجميع، أخافها كما أخاف الأرقام الأخرى أخاف الديمقراطية اللوجستية الحرية الضوء السماء الانحطاط البراغماتية اللاهوتية والكثير من الكلمات المصفوفة على رصيف اللغة.
واعترف بأني لست حملها أساساً، أنا فقط الصفر هذا الفراغ المؤدي إلى اللاشيء، المرسوم عند العرب بوجودٍ معدوم وعند الغرب بهوة نافذة لجوف فارغ.
انا الشيء البلا زوايا الواقع في حيرة النهارات القصيرة في هذه البلاد الباردة والساكنة في ذيل الليالي الطويلة المنهمكة بتقديس عتمتها.
أنا الصفر الوحيد في الشمال، اجتمع مع الجميع في وحدته وانشغاله، أساعد بتصفيف شعر الغربة وتزيين ملامح الرفاهية دون استدارة لافتة من الحقيقة بوجه جاد.
أنا الصفر الصغير جداً الناعم جداً القوي جداً، أمتص الجميع كاسفنجة مهملة، أستطيع أن أبرر الخداع والكذب والافتراء وأستطيع أيضاً التغابي والمغالاة بالهدوء.
أنا الصفر استمتعت بلاوجودي في حياتي السابقة وأنقم على كل الحياة والسلطات المؤهلة إلي في حياتي الآن.
أنا الصفر ولاااااااك هكذا أرددها بديكتاتورية مغروزة على لساني المشوّك المتقوقع على نفسه في الفراغ، وأمارس ديكتاتوريتي في اللاشيء مواجِهةً للاشيء مستحق،
فلك أن تعرف من أي بلد نُفيت أنا.