نزار دياب: وهذا الصوت يشبهني
زي بوست:
أنا صوتي
وهذا الصوتُ يشبهني
إذا ما كنتَ تعرفُهُ
لعلّكَ صرتَ تعرفني
أنا صوتي
وهذا الصوت يشبهني
و صورتيَ المعلقةُ بجانب حائطٍ وهمي
كصورتكَ المهاجرةِ مع الصفحاتِ
والوقتِ
تقارنني بمختلفٍ
تقارنهُ ليغلبني
فتظلمه ولا تدري
ولا تدري فتظلمني
أنا صوتي
وهذا الصوت يشبهني
و صمتك هائلٌ هائل
دويُّك ليس يسعفهُ
تغطيه بما يكفي
تطيِّرُهُ مع الألوانِ والأوراقِ والأنوارِ والأصداء
في الطرقات في الساحاتِ
في البيتِ
وصمتي دون مرتبة
بما لا يرقى للصمتِ
أراودُه على مهلٍ
أضمِّنُهُ بأغنيةٍ مع الأنغامِ بين النوتِ والنَوتِ
أقطّعه بخاطرةٍ مع الأوزانِ بين البيتِ والبيتِ
أضيّعه بزوبعةٍ من الإعجاب والحب
بلا عُقَدٍ تصدُّ الناسَ
تمنع من سيعجب بي
أضيّعه بتذكارٍ بترحابٍ
لمن قد ليس يصحبني
أنا صوتي
وهذا الصوت يشبهني
وذاك الشاحب المنسي
الذي ما انفكَّ يتبعني
كظلٍّ لستُ أعرفه
سأركنهُ على الهامش
بأعلى جانب الصفحة
وأتركه لأطول فترةٍ يبقى
بلا مرحى
كذا ينسى فيتركني
أنا صوتي
وهذا الصوت يشبهني
بثورتِهِ وإِضجارِه
بحدّتِهِ وغِلظتِهِ
بخضرتِهِ وإِقفارِه
بفِطرتهِ وكُلفتِه
بصفوتِهِ بإكدارِه
ويشبهني ويشبهني
بجودتِهِ وإنشازِه
بوحدتِهِ وفرقتِهِ
بفسحتِهِ و إعوازِه
برفعتِهِ وخِسّتهِ
بكسرتِهِ بإعزازِه
أنا صوتي
وهذا الصوت يشبهني
وأحيا بشدوهِ الآن
بآهاتٍ أبدّدها
بأشعارٍ أهدهدها
بأسفارٍ أمدّدها
بآياتٍ وأجحدها
بإيمانٍ أجدّدهُ
وهذا قيد ما يحييني، ما يحيي
وقد أمسكتَ بي حياً
فماذا تُفيدُ من صورٍ
تخصُّ البُكمَ والأسماءَ والموتى
تناجيها لتقتلني…