أحمد سليمان: أنت في الأشياء
زي بوست:
أنت تحاول أن تكونَ أنتْ، صادقاً في الوقوف مع اللحظات المُهمة، صادقاً في انتظار المعاني التي تحبها والتي لا تحبها أيضاً، ولكنك مُجبر أن تنتظرها لأن تلبي بعض نواقصكَ من سبلِ خاصيتها، أنت لا تستطيع أن تكون أنت دوماً، هناكَ ما يجعلكَ بعيداً جداً عنكَ وفي ذاتِ الوقت قريباً كثيراً بالنسبةِ لحاجاتكَ، وهذا هو العامل الأساسي الذي يفشلكَ في صنع الأشياء والمواعيد وكيفية ترتيبها بشكلٍ جيد ودقيق، ما بعد الكثير من التحضير الذي تقومَ بهِ و ما قبلَ أن تُثقل في التصميم، من أجل العديد من أساليبكَ الحياتية التي تُرغمك في بعضِ الأحيان على فعل شيء أنتَ لا تريدهُ أبداً، وتُحملكَ خسائر وخيبات أمل وانكساراتٍ تتجدد بكَ كما خلاياك لوحدها مع مرور الزمن..
لديكَ موعد هام من أجل الحصول على العمل، وحيث تكون أنت في أمسِ الحاجة إلى العمل في أي شيء من أجل تأمين قوتكَ اليومي واحتياجاتكَ الخاصة، بينما تنتظر هذا الموعد على أحر من الجمر، و ما بين الثانية والآخرى تسأل عن الساعة وكم صار الوقت؟ كي لا تتأخر عن موعدكَ .. فتصادفكَ صدفةٍ من حيثُ لا تحتسب، رُبما تلتقي بشخصٍ ما، صديقتكَ مثلاً أو أحداً من أقربائكَ ويقوم بدعوتكَ لاحتساء القهوة بمكانٍ ما كواجب لقاء، أو الذهاب معهُ إلى منزلهِ الخاص أو إلى التسكع في الطرقات مثلاً، وأنت لا إرادياً دونَ أدنى قلق تساير ضحكتهُ وتمشيَ خطاويكَ على درب خطاه وتذهب إلى حيثما يشاء ..
وبعد الكثير من التسلية والضحِك تتذكر الوقت والساعة والشيء الذي كُنت تنتظره بفارغَ الصبر والذي ضاعَ منكَ و فقدتَ قيمتهُ لأنكَ تأخرتَ كثيراً عن موعدكَ، و حيثما تكون أنتَ عائد من المكان الذي كُنت بهِ إلى هدفكَ الآخر .. فتجعلكَ حسرتكَ تسيرُ بعكسَ ما لا تشتهي، عائداً لتذهب .. ذاهباً
و أنتَ عائد .. نحو المكان الذي كُنتَ تنوي الذهاب إليه أولاً .. و لكنكَ نسيتهُ بسبب صدفة مُفاجئة ……
أنت تحاول أن تكون أنت دائماً، في الكثير من الأمور والأشياء، بشكلٍ واضح وعلى العلنْ، دون خوفٍ من المجتمع أو قلق على كينونتكَ.. ولكنكَ تفشل في هذا لأجل شيء ضروري.. رُبما شيء متعلق في الذات أو من أجل شخصٍ ما أو رُبما لمعانقة المعاني التي تتجلى بالأشياء التي تُحب، و نيل ما تحتاج من سبل خاصيتها… أو رُبما لأجل فراشة!
ففي بداية الانتهاء من الأمر.. أنت لديك الوقت الكافي لأن تكون أنتَ في كُلِ الأشياء، لأن تكون صادقاً في كُلِ لحظاتك.. دونَ أن تتأخر عن المواعيد، دون أن تعود ذاهباً، دون أن تذهب وأنتَ عائد، دون أن تُضيع وقتكَ في أللاشيء … فقط عليك أن ترتب عالمكَ على حسّب الضرورة وما يُلزم…