حسام الدين الفرا: يوماً ما
زي بوست:
يوماً ما نصلُ النّفقَ المُعْتمَ
حتى آخرِهِ
في آخرِ روحٍ فينا
نكتبُ : ها انتهتِ الحربُ
ونورُ الشمسِ السّاطعِ لاحْ ..
يتلاقى ابنُ المقتولِ
بقاتلِ والدِهِ يسألُهُ :
لمَ يتّمْتَ الأطفالَ
وهمْ ما شبُّوا
عن طوقِ الحبقِ المزروعِ
بكلِّ أناةٍ في حضْنِ أبيهمْ ؟
هل كنتَ تُراهنُ قنّاصاً
مثلكَ مَن يتمكّنُ
من قنصِ الرّجلِ الرّاكضِ
في الشّارعِ
يحملُ رَبْطةَ خبزٍ ؟؟
وتركْتَ الأفواهَ بلا قوتٍ
في الليلِ تئنُّ بلا مِصباحْ ..
يتلاقى الجارُ بلصِّ البيتِ
يقولُ لهُ : لمْ ترْعَ
حقوقَ الجيرةِ يا بنَ الحارةِ
هل أحرقْتَ البيتَ بُعيدَ النّهبِ ؟؟
تركْتَ القلبَ
بلا بابٍ أو مِفتاحْ ..
يتلاقى المسجونُ
بسجّانٍ فظٍّ كانت مُتعتُهُ
في تعذيبِ السّجناءِ
ومسْخِ الأنفسِ
يجعلُ للريحِ بساطاً
يأخذُ مَن يهوى
في رحلةِ إعطاءِ الجسمِ النّاحلِ
لوناً من ألوانِ الموتِ
ومن ألمٍ لا يُنسى
يسألُ سجّاناً عن كِسْرةِ خبزٍ
أخفاها عن مسجونٍ
كي يأكلَ فأراً
يُؤنسُهُ الزّنزانةَ
كلَّ مساءٍ كلَّ صباحْ ..
يوماً ما ستكونُ الحربُ
مُجرّدَ ذكرى
نحكيها للأطفالِ
قُبيلَ النّومِ نُهدْهدُهمْ نحكي :
كانَ وما أفظعَ ما كانَ
طغاةٌ ولغُوا في دمِنا
جعلُوا المدنَ المأهولةَ أنقاضاً
لا يسكنُها إلّا الغربانُ
ونحكي عن أمراءِ الحربِ
ونسكتُ عن كلِّ كلامٍ
غيرِ مُباحْ ..
4 – 12 – 2019