رودي سليمان: نبكي أنا وغيمة
زي بوست:
الأماكن ماتاهت عني
تعرّفت عليّ
من دبيب النمل في مساماتي
وتعرّق جسدي اللامبرر
روتْ سقوطك بقلبي في معركة ما
بين تيه الوجدان وقلبي الأخرق
النادلة ماعرفتني
شردتْ مع صوتك الغائب من الحي
حينما نشرتْ اسم حبيبها المبلل
على أشجار الحديقة
وجلستْ معي في الحانة
لننتظر جفاف حروفكما المسروقة
الفودكا ما أسكرني
فالجسر الواصل بين غيابنا تأرجح بثمالة
أنقذتْ نداءاتي لك برجفة في حبال صوتي
الرجل الوحيد في الزاوية
مانسيني
هو فقط تذكّر الأقداح الفارغة
كيف سقتْ ليلاً بارداً كنتُ دونك
فنبتَ من أصابعي
شجرة ومدينة تضج بالصمت
أنتَ ماتركتني
كل ماتحدثتَ عنه من ابتعاد
كان محضّ صدفة
لأن طغاةً قرروا كم الأفواه
وأنتَ كنتَ الفم الناطق للبلاد
بعد موت الجميع
النهاياتُ هكذا
أن أكون وحيدة على الطاولة
تحتجزني فقاعةَ الذكرى
ومازالتْ أوهام رجوعك تحومُ حولي
نبكي أنا وغيمة فوق رأسي على بعضنا عليك
كلٌ في جهةٍ من الكرة الأرضية
نقلّد صديقاتك وأمهاتهن وأخواتك والنادلة
وهن تتكلمنّ مع غيوم أبناءهن المسجونين
تغنين صباحاً من عين الشمس
كما أتقنُ النظر إليك من ذات القرص
لينعكس رذاذ الحب على سجنك
وتبلل عروقك قليلاً
علّك تعيش أكثر
وأكون الغريق الذي
تعلّق بقشته وسط أمواج غيابك
اللوحة: رسم المبدع romeo kobani