أحمد سليمان: أبجدية العطر
زي بوست:
كنتُ أقصدها بالتخلي عن شيء ما أخاف من ذكره أمامَكم فيتربع بذهنها
فنفترق، رُبما إذ قلتُ لكم ما هو ..
ينقطع حبل الحب الذي يربط بيننا
وتتفكك أبجدية العطر التي نتحدث بها حتى وإن كانت هي في أقصى الشمال من هذا الثرى وأنا في أقصى جنوبهِ..
فالصلة التي ما بيننا لا تستطيع المسافة تفكيكها
لأننا متلاحمين من الداخل .. بشكلٍ متشابك
وكأنما أضلاعُ ليلي
وشعرها الطويل جسدٌ واحد لرأس
نهاري التائه..
لسنا قائمين تماماً ولكننا مُدّعمين بأسس عاطفية مُشتركة و آيديولوجية فكرية مُتشابهة عن الرغم من الصراع الاختلافي الموجود فيما بيننا والذي كلانا لا نستطيع التخلي عنهُ مهما حصّل..
ولكن دون أدنى شك تستطيع أي حماقة مُضاعفة غير مُخطط لها غير نابعة من قعرِ الأنا الفوضوية أن تجتاح أحدنا وتكون العامل الرئيسي في تفكيك تلك العلاقة وتحطيمها من الداخل حتى الأبد….
مثلاً كأن أبوحَ بأسرارها الساحرة، المُعقدة كشيفرة بسيطة
والتي بعضها من إحدى الأسباب المفرطة في تعاستها وتعاسة فرحها
والبعض الآخر هو الدافع الرئيسي لرغبتها في الحياة
و ربما يكون من بينهما ثقتها الخالصة بي..
أو كأن تفضح كينونتي الصغرى غايتي من كفاءتي التي تفشل مراراً في صنع شيء مادي ملموس أو حتى معنوي يعبر عن ماهيتي
ووسط لغوٍ غير مدروس ليس له نهاية
تبدأ بعنوانهِ صاحبتها المُقربة
فتتحمس هي
يتداوله الجيران كحديث عابر
فتسمع عنهُ مجتمعات آخرى .. فيصبح فضيحة مقروءة بكل أنحاء العالم..
رُبما هي تكون غير قادرة على امتلاك القدرة الكافية للمحافظة على أسراري، أو ربما من باب العلاقة الودية المطلقة تدخل أي حوار و ما بيننا على رأس لسانها..
أو مثلاً وأنا أكشف لكم عن حقيقتي تظهر أسرارها ، فأتوارب معكم بحديث آخر محاولاً أن أنسيكم ما خرج من فمي سهواً .. فلا أنجح بخداعكم..
فتغضبُ هي بوسع المدى.. وتحزن أكثر وكأنها تحمل نعشها
فتتهمني بالثرثرة المبالغة
ثم تبصق بوجهي ..
وهكذا نفترق لأعوامٍ أو ربما للأبد..
أو مثلا و هي تُخيط ثوبَ القمر ، تتذكرُ شيئاً دفيناً فيما بيننا، فتغنيهِ على مهلٍ بصوتٍ عالٍ يكاد يوتر النجوم فيسقطن على رأسها ..
فتتحطم معانيها .. وتضاء كسورها
كشمعة تواسي حلكة الليل
ويسمع حتى الأصم بشيئنا الدفين… فأرقص أنا غضباً
وتبكي هي ندماً…
اقتربُ منها ..
أعانقها بشّدة…وأهمس في مسمعها
.. أنا آسف يا عزيزتي ..
ولكن لا يوجد أسرار فيما بيننا
بعد الآن، فكل شيء أصبح مكشوفاً… فالحبل الذي كانَ يربطنا بعضاً ببعض انقطع لأننا كشفنا عن سر متانتهِ على الملأ….