ريّان علّوش: أصحاب التيس
زي بوست:
كان السور مرتفعاً لدرجة يصعب معه مجرد التفكير بالقفز من فوقه، رغم العديد من المحاولات التي قامت بها بعض الحيوانات والتي أفضت إلى الهلاك.
هذا الوضع لم يمنعهم من الحلم،فكانت أغانيهم، وأشعارهم، وصلواتهم تتضمن كلمات توحي بأنه لا يوجد سعادة إلا وراء ذلك السور.
في ذلك اليوم، وبعد أن تمادى صاحب المزرعة، بدأت الهمهمات والوشوشات فيما بينهم، كانت الصعوبة يومها تكمن بفتح ثغرة تستطيع التسلل منها إلى الغابة،
هنا انبرى التيس أبو لحية قائلاً: لا تهتموا ايها الأخوة، فلدي من الأصحاب ما يكفي للمساعدة.
ولأن الظلم الواقع عليهم لم يعد يطاق، لم يهتموا بشخوص أصحابه، فالمهم الآن هو الخلاص حتى لو كان ذلك على يد الذئب.
عندما حل المساء كان أصحاب التيس يعملون عملهم بحرفية عالية، عملهم هذا أدى إلى فتح ثغرة في السور استطاعت غالبية الحيوانات النفاذ منها..
اركضوا،اجروا، لا تلتفتوا يميناً ولا يساراً.
هكذا كان أصحاب التيس يخاطبون الحيوانات، في الوقت الذي كان كل منهم يحلم ببساط أخضر فيه الكثير من الأعشاب اللذيذة، وفيه مساحات واسعة من الحرية
وصلت الحيوانات إلى مبتغى أصحاب التيس، فنامت على الفور بعد ساعات من الجري المتواصل المحفوف بالمخاطر.
في الصباح استيقظت الحيوانات لتجد نفسها محاطة بسور عال لدرجة أنها أحست بأن امتداده يصل إلى ما بعد السماء.
عندما احتجت الحيوانات أمام التيس رد عليها بفوقية بعد أن مسد لحيته:
إن من جازف بروحه لأجل تحريركم من ظلم صاحب المزرعة يحق له وحده أن يضعكم خلف السور الذي يراه مناسباً.