عبد الرحمن الإبراهيم: منظمات الهوان الإنساني
زي بوست:
في صالة لبيع الألبسة في إدلب، كنت ضيفا فيها، وكانت مكتظة بالزبائن ، وعلى رأس طاولة البيع، موظف يرتدي سترة كتب عليها : بنفسج، يقوم بختم البطاقات التي يحملها الزبائن، بمضي بعض الوقت، عرفت بان هناك منظمة اسمها بنفسج، تكرمت على كل مهجّر ب ١٢٠ دولار قيمة ألبسة سيشتريها من هذه الصالة وسواها.
وبعد انتهاء الوقت المحدد للبيع وانصراف الموظف، بدأ المشهد الآخر من القصة في الظهور ، معظم الذين أرغموا على شراء الملابس، ليسوا بحاجة اليها ، وأكبر عائلة تستطيع أن تلبس من البالة ب ٢٠ دولار ولمدة سنتين على الأقل، فهم بعد ان تركوا بيوتهم تحت براميل العصابة وفرّوا بأرواحهم، يحتاجون للمواد الغذائية ولمواد التدفئة .
بانصراف الموظف عاد البعض منهم يتوسلون صاحب الصالة أن يشتري منهم الألبسة التي اشتروها منذ قليل وبأي سعر كان، وصديقي صاحب الصالة يرفض رفضا قاطعا، ولم يفاجئني في موقفه، فأنا أعرف سويّته الأخلاقية العالية.
ذكرتني هذه القصة بمثيلة حصلت لي ، حيث كافأتني منظمة ما على قصيدة ثورية بجهاز الكتروني قيمته حوالي ٤٠٠ دولار، ولم أكن بحاجة لهذا الجهاز، فعرضته للبيع، فلم يدفعوا لي أكثر من ٢٠٠ دولار ، ثم بعته أخيرا ١٧٥ دولار.
السؤال الآن الموجه إلى بنفسج وبقية الألوان : طالما ستقوم المنظمة بدفع هذا المبلغ إلى أصحاب المحلات التجارية، بدون أية فائدة تعود على المنظمة أو على المهجّر المستفيد من عطائها ، فلماذا لا تقدم المبلغ الى المستحق ، وهو أعلم بشؤون حاجاته، وتكفيه شر الهوان والتوسل ، ألا يكفيه الذي هو فيه؟!