ريان علوش: جبل الأجداد
زي بوست:
لم تعد المزرعة صالحة للسكن الحيواني، فقد بدأت الحمير بالتناقص دون معرفة الأسباب بدقة لكن الجميع رد ذلك إلى غيرة الرجال بعد أن بات هاجسهم وفخرهم محصورا بحجم أعضائهم التناسلية.
أما الأطفال فكانت تسليتهم المفضلة هي تحويل صغار الحيوانات إلى كتل نارية ملتهبة تهيم في أزقة القرية.
نساؤها لم يطرأ عليهنَّ أي تغيير، لكن بعد أن فقدن الحب بتن يتعاملن بجفاء مع حيواناتهن وبتنَّ يطلن المكوث طويلا على شرفات منازلهن بانتظار الحب الذي كن يتناقلن قصصه سرا فيما بينهن.
هذا الوضع حدا بحيوانات المزرعة لاتخاذ قرار سريع بالهروب حفاظا على النوع، وقد تم لهم ذلك في إحدى الليالي، حيث كانت أكبر عملية هروب جماعي في التاريخ.
في موطنهم البديل كانت الحيرة بادية على وجوه الجميع، فهم لا يعرفون من أين يبدؤون ولا إلى أين سينتهون، و هذا ما حدا بالتيس لاستغلال الموقف معلنا نفسه زعيما، فكانت أولى قراراته إعادة أمجاد أجداده باتخاذ قمم الجبال مقرا لهم.
لم تستطع بقية الحيوانات الاعتراض أمام جبروت عسسه من البغال والنغال الذين استقدمهم خصيصا كي يستتب له الأمر.
حيوانات كثيرة اختفت إما بالهروب إلى مواطن أخرى أو بالتصفية تحت أرجل عسسه، خصوصا بعد أن فرض على العنزات المكوث في جحورهن درءا للفتنة ثم تبعه بقرار ليشمل كافة الإناث على اختلاف أنواعهن، و قد قال كلمته المشهورة عندما اعترضت إحدى البقرات على قراره:
لا أريد أن يأتي غدا ثور مخنث كذلك البشري ليقول لك: نهداكِ البيضاوان دبان يتعاركان على الثلج.
وقد باتت مقولته هذه حجة على كل من يريد الاعتراض على قراره هذا،
بعد فترة من الزمن طرأت على سكان الجبل عدة تغييرات.
لم يعد للحمير الذكور أي تواجد،
نبتت لحية شبيهة بلحية التيس لدى صغار الحيوانات على اختلاف أنواعهم
أما الإناث فقد نسين الشمس تماما وبتن أشبه بمحظيات.
كن يقفن طويلا على باب جحورهن بانتظار الحب الذي سمعن عنه في حكايا النساء عندما كنّ في المزرعة.