علي عبد الله سعيد: من/ ملكوت الروائي
زي بوست:
أشعر بك دائما.. وأنت هناك تنسج حتفك على مهل كحكيم من السذاجة ليس أكثر. أو.. وأنت تحرس تلك الغريزة البريئة غير الميتة أبدا.
كانك تحرس ظلك، أو دواخلك من القراصنة، من التلاشي، أو خوفك من الاندثار.
أشعر بك قربي بعريك النقي الأكثر شفافية من الكريستال، أوالضوء، أوالفضيحة، يرتدي النص ثيابك غير الانيقة، في حين تبقى لي بمفردي كبربري يأتي من عصور غير محكمة، دون كائنات تسرق منك اللغو، أو قلامات الأظافر، أو.. حتى جوربك المهترىء.
ليس سيئا أنك.. كسيحا إلى هذا الحد. عاطلا عن الحياة لبرهة، عن الجنس لهنيهة، عن ديدي لفترة، كأنها ليست موجودة، كأنها ليست قدرك لو ليوم واحد قرب الحائط.
ليس سيئا أنك خجول إلى أكثر من ذلك. تهرب من مخيالك إلى مخيالي، من حضورك إلى غيابي. لا أنت مرآتي، لا أنا مرآتك.
على هذا النحو الأخضر من اللثغ، قد نبدأ شجارا حادا بعد خطوة من الصورة النافرة عن الحائط، إنها لي حين كنت في الأول جامعي من العري، إنها بعيدة، حيث لم أكن شغوفة سوى بجسدي أعيد تشكيله ابتكاره يوميا كنص مفتوح لا كجسد مغلق، بعد بكارة تمزقت بطريقة ما، لم تعد مهمة، أوممتعة. تحت حمالة ثدي، أعرفك تفضل أن تجد حلمة مليئة بالنبيذ، بدلا من الحليب، أو المفرقعات الخلبية.
لم تعد صغيرا، لم يعد يناسبك الحليب، ربما يصلح حضن الأم للكلب، أكثر مما يصلح لك. تلك القماءة من الحنان، من الحليب، ولت إلى غير رجعة. ما يرجع من الموت.. سوى الموت. بهذه الصيغة الخارقة أقبل معك على حياة منفلتة، دون تفاصيل واضحة، أو مرهقة. أحب تفاصيل الرواية غير المملحة بأية أكاذيب، بأية بهلوانات أخلاقية أو غير ديناميكية بالمرة، أكره تفاصيل الواقع اليومي المقززة. حيث لا شيء فيه يستوجب الاهتمام أو التأني. أحاول ان أجيد لغتك، طيرانك، طيرانك في اللغة، سريعا حتى الكأس السابع الذي للرب غير الرحيم، غير الرحيم بحكم كونه صمتا أبديا قاسيا ممضا عاجزا عن التعبير حتى بأرنبة أنفه عن استيائه او امتعاضه من خلقه اللعين، اللا يؤتمن حتى على حبة بطم في الوادي اليهودي البعيد عن التأويل. تقول ديدي: حتى أنا لا أؤتمن على ذكر يغويني بالكلام، أو يغريني بالرائحة، أو بقبر فانتازي في ديار غيرديار هؤلاء البشر من الحيوانات اللبونة، التي لايطيب لها سوى اجترار المأساة بعد المأساة. ليست المأساة في الغالب رديئة إلى هذا الحد.
من أتفه الأدوات أن يبنى النص على المأساة، لا على الصدفة البحتة. رغم ذلك.. ليس بإمكانك أن تبقى عفويا أو غريزيا إلى النهاية، تريدني صمتا أم لغوا؟ عريا.. أم جلبابا؟ في الجنة أكون عريا في الجحيم أكون جلبابا. في الجحيم أكون صمتا وخزيا وفي الجنة أكون رواية، دون تفاحة خضراء أو حمراء، لم يحدد الرب لون تفاحة أمي حواء.