نزار دياب: حلب
زي بوست:
مالئُ الكاساتِ بُعداً
دمعُ نكبتنا انسكب
لم تدع لي العينُ بُدَّاً
هاتِ كأسكِ يا حلب
مالئُ الكاساتِ مهلاً !
لا يطولُ بكَ العجب
خلَّفَ الطغيانُ جهلاً
هذا من ذاك السبب
مالئُ الكاساتِ قُرباً
مركبُ الثورة انقلب
جرَّ للألواح ثقباً
خائنٌ فيها انتسب
جرّ للألواحِ ثقباً
كاهنٌ فيها انتسب
حلب
و جاءَ اللّٰهُ نقَّبها
و خصَّبَ تُربها الأَزليّ
بكوثرِ حوضهِ الأملى
فصَدَّعَهَا و قلَّبها
ليرفعَ دربها السفليّ
إلى ملكوتِه الأعلى
حلب
و جاءَ الحرثَ يسقيهِ
دماءً من أهاليهِ
شراييناً تخضَّبَها
و أنهاراً بهم أجرى
ليُنشِئَ جنّةً أُخرى
حلب
و ألقى فيها من فيها
وليس قليلُ يكفيها
قرابيناً تقبّلها
و أشلاءً لهم أَذرَى
ليبني قلعةً كبرى
حلب
وكانَ اللّٰهُ مُستَوِياً
فسمَّى أوَّلاً حَلَبَا
و كانَ اللهْ فجِيئَ سوَاه
أَفاضَ النُّورَ مُحتَفِيَاً
يُكَثِّفُ ردمها حُجُبَا
أَفَاضَ الله بما غطَّاه
أَتاها نزلَةً أُولى
دَنَا لتراهُ إذْ قَرُبَا
أتاهَا الله، دَنَا لِتراه
تَدَلَّى قابَ قَوسَيها
يُكَشِّفُ ساقَهُ، يَحرق
فأَصلَى اللهُ مَن صلّى
تَجَلَّى وسْعَ شطرَيهَا
يُوَطِّنُ عرشَهُ المشرق
و عرشُ الله بشرقِ تِجَاه
يُقارِبُ مُنْتَهَى السِّدرَةْ
إلى حيثُ انتهَتْ ثورة
بِ قالَ الله
وقالَ إله
( كُتبت ليلة الهزيمة الأكثر وضوحاً لثورة شعب أودت بها وبه بندقية مأجورة 14.12.2016)