سلام حلوم: هاء الغائبة

سلام حلوم: هاء الغائبة

زي بوست:

لم أكن بحاجةٍ إلى ذاكرةٍ خانها الحدْس مرَّات

ولا إلى شرودٍ

يعطِّل عليَّ أكيداً من شغبك في رجفة القلب

لأعرف أن هذه هي أنتِ

وأنّ دقائق كانون الأولى

ستأخذني إلى أوانكِ

تخرجين نؤوم العطر من سبْتٍ قديم

لتمارسي تحت جنْح الورد رائحةً لا تباح

وأنَّ رسالةً بلا اسمٍ

ستتركني إلى صمت أقسى من موبايلٍ مغلقٍ أو خارج التغطية

لقد عرفت أنّ هذه هي أنت

وأنّ رقماً بلا سبعةٍ وآخره واحدان

سوف يفرط حروفَ اسمك لألمّها بالأهداب

ودائماً تبدئين بربَّما

وتنتهين بكلمةٍ ذات نون

تكثرين من العطف

ولا تجيدين الفاصلة

وعرفت أنك ترددت قليلاً

فقد جاءت ربّما براءين والفاء التي في سوف ثلاثاً

وأنّك الآن وحيدة

فقد احتلت «أنت»

السطر الثالث وحدها

وأنّك فككت عن حنجرة مثقلة بالعتاب

زرين من قميصك الليلكي

فبعد مسافة حرفين من أول الرابع

جعلت النهدين

لا يلتقيان إلا في برزخ الحبر

وعرفت أنّك فرغت للتوّ من ديوان شعرٍ

وإلا كيف أفسّر

« مزهرية من دخان » في آخر الرسالة

فأنت دائماً

كنت تؤشرين ما يعجبك من الصفحات

بحرق زواياها التي من جهة القلب

وعرفت أنّه ليس لي

فقد جاء السطر ما قبل الأخير محض نقاط

لأذكر أنّك في آخر مرّةٍ

سحبت حروفك من تحت نقاطي

وقلت: حيثما رعت غيماتك أمطرْ

واتركْ لي صمتك الشفوي

لأعرف بعدها أنّنا لن نلتقي أبداً

وعرفتُ

وما كنت أريد أن أعرف

أنّ البصر يتكاسل في عينين يماميتين

وأركن أنا إلى (حسرة ما أكاد أحملها)

فلم تنتبهي إلى أنّ الذكريات تحتاج إلى همزة وصلها

وأنّ الأمسيات جاءت بلا تائها المبسوطة

وأنّ التاء التي في الحتّ
إنما هي باء.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s