ريّان علّوش: الكوتا بالكريما

ريّان علّوش: الكوتا بالكريما

زي بوست:

لم يعد بدا من دعوتي لأعضاء المجموعة لاجتماع عاجل بعد أن وصلنا لحائط مسدود، وبالفعل، وفي تمام الساعة كنت، وأليخاندرو، والتتنجي، وفريناندو على طاولة مستديرة، وكوني الأكبر سنا باشرت افتتاح الج ًلسة مخاطبا إياهم قائلا: اسمعوا، وعوا.

فما كان من فريناندو إلا أن بدأ سمفونية العواء بشكل جدي
وكي لا أحبطه خاطبته بشكل أبوي قائلا: فرناندو، حبيبي، المطلوب منك أن تعي ما سأقوله، لا العواء،
احمر وجه فريناندو خجلا فقال معتذرا: سامحني يا كبيرنا، الحقيقة هذه المرة الأولى التي أسمع فيها هذه العبارة.

-لا عليك. أقولها ثم أعاود الحديث بجدية كي لا يفلت زمام الجلسة من سيطرتي فأقول: منذ أربع سنوات لم نستطع التعبير عن ذواتنا، وفشلنا في كل المحاولات، ولأن السوق الرائج حاليا هو سوق التيارات والأحزاب، ومنظمات الإغاثة، علينا أن نجد موضع قدم لنا في هذه المرحلة.

هنا يتدخل أليخاندرو قائلا: ما أراه يا كبيرنا بأن العمل السياسي الذي حاولنا تجنبه بالسنوات الماضية، كي نجنب أنفسنا من التلوث به كغيرنا بات ضرورة ملحة الآن.
-شكرا لك، فرناندو ما قولك بما تفضل به الأخ أليخاندرو؟
-أتفق تماما بما ذهب إليه، وأضيف بأنني جاهز لأي مهمة أكلف بها كون العمل السياسي ملعبي الذي أبرع به كما تعلمون.
-شكرا لك، تتنجي ما رأيك؟
-بماذا؟!
بما كنا نتحدث عنه.
-في الحقيقة، وبالنسبة لي، أنا أرى، وهذه أحلى لفة تتن لكبيرنا.
_تتنجي، يا تتنجي، أرجوك ركز معنا، فنحن في منعطف خطير.

وعندما يهم بتوليع اللفة يحتج أليخاندرو قائلا: علينا أن نصدر قرارا بمنع التدخين أثناء الاجتماعات.
يرد التتنجي قائلا: أيضا علينا أن نصدر قرارا بمنع أكل البرسيم يا عين عمك.
-لا أسمح لك مقارنة البرسيم بالتتن
-أيضا أحذرك أن تقارن التتن بالبرسيم.

أتدخل فورا كي أضبط الجلسة قائلا: يكفيكما مناكفة، لا نريد أن يتحول اجتماعنا لحوار شبيه بحوارات الاتجاه المعاكس، عواء بعواء، دون أن نصل لنتيجة.

يتدخل هنا فريناندو قائلا:
أعترض يا كبيرنا على هذا التشبيه غير الموفق، فما يجري على الاتجاه المعاكس ليس عواءا وإنما مواء.
-آسف أخ فريناندو لم أقصد.
-لا بأس يا كبيرنا، ولكن برأيي أن نعتمد ما تفضل به الأخ أليخاندرو ونفكر بشكل جدي بتشكيل تجمع سياسي نستطيع من خلاله الانضمام لنادي الكبار الوطني، والذي سيحصل مندوبنا فيه على الكثير من الدولارات التي ستكفينا جميعا.
لم يستطع أليخاندرو كبت مشاعره فينهق بصوت شجي معلنا موافقته على الفكرة.

-إذا لطالما اتفقنا على فكرة فيرناندو علينا الآن صياغة أوراقنا كي نكون جاهزين في أقرب فرصة.
يتدخل أليخاندرو ويقول معقبا على ما قلته: من هذه الناحية لا داعي للقلق، فجميع أوراق من يعمل في هذا المجال متشابهة من حيث الشكل والمضمون، لذلك أقترح تكليف الأخ فريناندو بصياغتها نقلا عن التجمعات الأخرى كونه الأكثر خبرة في التعامل مع النت، لكن ما علينا الآن القيام به هو انتخاب ممثل لنا في النادي الوطني للكبار.
-ممتاز أتفق معك تماما، الآن من يريد ترشيح نفسه كممثل لتجمعنا؟
-ما هذا السؤال يا كبيرنا؟ !طالما أنت موجود لن يكون لنا ممثلا سواك
-لا يا فريناندو، التجمع الوطني للكبار يحتاج لقدرات لا يملكها سوى أليخاندرو وأنت.

هنا يعبر التتنجي عن انزعاجه قائلا: أعترض يا خاي بشدة، فأنا لا أقل نباحا ونهيقا عنهما عندما يتطلب الأمر، ثم يقدم لي لفة تتن كنوع من الرشوة، الامر الذي يحفز أليخاندرو غيرة فيقدم لي صحن البرسيم، فأرمقه بإزدراء، الأمر الذي يجعله يحمر خجلا. فيقول: آسف يا كبير لم أقصد.

وكي أضبط الجلسة أعود وأخاطبهم بحزم: إذا المرشحان لدينا هما أليخاندرو و فريناندو، وعلينا اختيار أحدهما بالتصويت المباشر، اتفقنا؟
-نعم اتفقنا.

هنا أسمع همسا حيث قال فريناندو، لأليخاندرو: إسمع ليس حضاريا أن يصوت كلا منا لنفسه، لذلك علينا أن يصوت كلا منا للآخر، ما رأيك؟
هنا يحرك أليخاندرو أذنيه بحيرة ثم يومئ رأسه بالموافقة.
-طيب، الآن سنبدأ بالتصويت، أليخاندرو تفضل.
-انا أصوت لفريناندو.
-تمام، تتنجي دورك.
ولأن لدى التتنجي غيرة كبيرة من أليخاندرو يصوت لفريناندو.
-جميل، دورك يا فريناندو.
_انا، أنا، أنا أصوت لنفسي.

هنا يلبط أليخاندرو فريناندو بقسوة صارخا في وجهه: لقد غششتني يا حقير.
أتدخل فورا لأفض الإشتباك، ولكن إعجابي زاد حبة بفريناندو كونه يمتلك من المكر ما يؤهله للوصول لأعلى مرتبة بين الكبار.

وأثناء قيامنا بالتهنئة لفريناندو يقول بلهفة: الكوتا، ماذا عن الكوتا؟!
يسأله التتنجي :ما هي الكوتا؟! هل هي التورتة اللذيذة؟ !بالنسبة لي أفضلها بالكريما.

يتابع فريناندو كلامه دون اهتمام بما قاله التتنجي: جميع من ينحو لتشكيل تجمعات سياسية يحرص على تواجد نسبة أنثوية لا تقل عن 30%وعلينا أن نفعل ذلك كي نظهر بمظهر حضاري.
-تماما أنت محق، ولكن من من الجنس الناعم نستطيع جلبه فورا ؟
-ليس لدينا سوى لوليتا، وماتيلدا.
-صحيح يا تتنجي، ولكن ماتيلدا على وشك الولادة، أما لوليتا فقد طلب يدها تيس عجوز، وافقت وستنتقل إلى زريبته البعيدة غدا.
-أليخاندرو، لطالما تعرف ذلك جيدا، إذا لم يبقى أمامنا سوى مامتك خوانيتا.
يحتد أليخاندرو فيقول: أعترض، وأرفض، فأنا لا أسمح لماميتو أن تتواجد في مكان يعج بالذكور
-اتشك بي؟ !ألا تثق بي؟ قلتها باستغراب.
-ليس بك يا كبيرنا، ،يقولها مع غمزة بطرف عينه تجاه التتنجي.
-أليخاندرو أنت ستكون معها كمحرم على كل حال، وبكل الأحوال لن نحتاجها إلا في الجلسة الأولى عندما نعلن انطلاق تجمعنا، ،للإعلام فقط، أليخاندرو أرجوك.

وبعد أن يوافق أليخاندرو على حضور مامته خوانيتا في الجلسة الأولى فقط كما اشترط، ينتهي الاجتماع على أمل أن يباشر فريناندو عمله فورا.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s