أحمد سليمان: كطائرٍ جائع لحبّة عبادة
زي بوست:
ماتَ الذي كانَ يُصَلّي
ماتَ المُتعبد المؤمنْ
ماتَ اِبنُ المحرابْ
المُحاربَ
المُجاهد
المُصافح
مات فوقَ كُل شيء
في الحرب والحب ..في القيامة..
ماتَ الذي كانَ، ماتَ مذ إن كانَ
ماتَ حبيسَ الأشياء والأبياتِ
ماتَ سجينَ حُريتهِ
ماتَ رهينَ العتباتِ
مات زهيداً عبداً حُراً .. شهيداً إلى آخرهِ
كانَ جباناً ، كانَ قوياً
صلصالاً من حمّأٍ
كانَ
ورحلَ مثل ما كانَ ..
فهو خُلقَ في الأصّل
ميتاً .. متأهلاً ..
متيماً في الربْ
مؤمناً في الغيبِ، جاهزاً لأن يموت أبدا
آخرتهُ كبدايتهُ تماماً
بيضاء، كأملٍ
بشوش يزورهُ كُلَ فجر على هيئة الإله
سوداء، كذنبٍ
اقترفهُ، كقطعةٍ من جسدهِ احترقتْ بماءِ الذنوبْ..
ماتَ الخير القليل،
ماتَ الشّر الكثير ..
ماتَ التراب.. بقيَ التُراب وحيداً!
فارقتَ الحياة منذ أن ولدتكَ أمكَ
وماتتْ أمكَ قبلَ أن تُنّجبكَ
هي من حَبلتْ بكَ
لكنْ القدر
من أنجبكَ وأخذها
أرضعتكَ جارتكم العزباء
مع أطفالها القططّ
أمّا بالنسبة للعاقر أُم أُمِكَ فارقتْ
الحياة
بعد أن أخذتْ أُمكَ من مأوى اليتامى بساعةٍ تقريباً..
وبعد موتَ الترابْ .. وأبنائهِ
الكنيسة ماتت، الأجراسْ ماعتْ
انتحرَ الحمام
سقط الجسد
وبقيت روحَ القدس
تُحّوم فوقَ الرماد
كطائرٍ جائع لحبّة عبادة ممزوجة بنكهة التحرير
مات حائط المبكى
و صوتَ القطّا
و المآذن الحبلى بالموتى
وبقي الفقد يصّهلُ
ذكرى
المؤمن الذي
كانَ يرقصُ خشوعاً و يبكيَ بدلَ الصيام، ويؤدي
الرّكنْ الأعظم من الحج على جبلِ “اكزاخيا في أثينا”..
ماتَ الموت
رمّى
نفسهُ من السماء
بعد أن غرسَ
سكاكينَ الندم كُلها في صدرهِ
ماتَ الترابْ .. وأبناؤه
ماتَ الأجلْ
وبقيَ الإلهُ وحيداً .. وحيداً مع موتِنا
و كي لا تقتلهُ الوحدة.. رُبما
يضطر أن يُحيينا من جديد
رُبما على شكلِ ملائكة
أو رُبما أشباحاً
أمّ رُبما بشّراً كما
كُنا من قبل تماماً..
فنرفضُ بشدّة كافرٍ ..
بِحجّةَ السلام!