عبد القادر الحصني: القلب أحمر
زي بوست:
.. وأنتم تودّون لو أشتهي قمراً ،
وأغنّي له في المساءْ
وتقترحون عليَّ النوافذ والشرفات
لأقعد منتظراً وقْعَ أقدامهِ
الذاهباتِ إلى فضّةِ في الخلاخيلِ
أو عسلٍ في عيون النساءْ .
وتمضون …
لا تحسبون حساباً لموت الأميرةِ
في غرفة النومِ
مسمومةً بالعبيرِ
ولا لانهيار الأناشيد بالمنشدينَ
إذا حطَّ فوق رؤوس المصلينَ
وحشٌ من الكهرباءْ .
فأيّة مغفرةٍ تُرتجى ؟
أيُّ ماءٍ سيغسل وجهَ الهواءْ ؟
إذا امتدَّ فصل الخريف طويلاً ،
ولم يأتِ فصلُ الشتاءْ
***
تذكّرت سيّدةً ، كنتُ أرقبها ،
وهي ترشف فنجان قهوتها في الصباحِ ،
ومنديلُها أبيضٌ ،
حين يَلْتَمُّ في فلَّةٍ من أصابعها
يعتريني ارتعاشٌ خفيفٌ
بأن سيمرُّ على قطرةٍ
من لمى أحمرٍ في الشفاه وبُنْ
ولكن هذا قديمٌ ، وأذكره مثلما يتذكّر أيّكمُ ،
ويقول : على ماأظنْ
وليس بوسعي ادّعاءُ القناديلِ خافتةً في العشيّاتِ
ليس بوسعيَ إقناع ليلٍ صغيرٍ ،
ليصبح ( مَسْكَرَةً ) لرموش البناتْ
وماكان كان صباحاً ..
ومنديلها (جعلكته) قليلاً ، وألقته في سلّةِ المهملاتْ
***
وماكان كانَ
وليس بوسعيَ أن أتذكّر أكثرَ
القلبُ أحمرُ
والنفس زرقاءُ
والعشقُ بينهما مائلٌ للبنفسجِ
والعقلُ : لا لونَ للعقلِ
فهو يشفُّ كمثلِ الإناءْ
وأنتم تودّون لو أشتهي قمراً
وأغنّي له في المساءْ
شتاء 1997م