عبد القادر حمود: سِفْر الكذابين
زي بوست:
***
في بلدي…
في الرِّبْع الأوَّل من القرنِ الحادي والعشرينْ
كثُرَ السادةُ والقادةُ والدَّجالونْ
وتضائلَ حَجْمُ الحبِّ
وصار بـ(حيصْ بيصْ) الشَّعبُ المطحونْ
هذا موجزُ حكايتنا..
وتفاصيل الأمرِ ستأتي بعد الإعلانِ،
وبعد مزادٍ آخر عن بيعِ الإنسانِ
أما بعدُ..
ففي متنِ السِّفْرِ الأولِ، والثاني، والآخرِ…
قال القائلُ: نحن حماة العرضِ، وأسياد الأرضِ
وأصحاب الدِّينْ
وعلى هامش أولى الصفحات، وآخرها من سِفْرِ الكذَّابينْ…
قالت أرضُ الشامِ:
ما أكثر من داسوا فوق عظامي
دفنوا أشكالَ اللعنة في رحم الحبِّ المسكينْ
ما أكثر من عبروا…
(يااااااااااه…
أجناسٌ شتى
أشكالٌ شتى
أوزانٌ شتى
أقزامٌ
وعمالقةٌ
أوباشٌ
وسلاطينْ)
كلٌّ يحلف بالله..
أمام التلفاز، وفي الصحف اليومية، والأسبوعية، والشهرية..
يحلف..
في المؤتمرات
وتحت حذاء جلالة سيّده، وحذاء فخامة صاحبتهِ
وأمام المدعوّين على (سفرته)
كلٌّ يحلف..
أنَّ صلاحَ الدِّينْ
نقطةَ حبرٍ في دفترِهِ
ليس الآن وحسبُ، ولكنْ
قبلَ وبعدَ التدوينْ
كلٌّ يحلفُ..
أنَّ رخاءَ الشَّعبِ، وأمنَ الشَّعبِ،..
وما شابهَ مِنْ ألفاظٍ أوَّلُ ما يشغلُهُ
وسيسعى لا شكَّ ليجعلَ من هذا الشَّعبِ مثالاً
للقاصي والداني..
(فانعم يا صاحِ بأمنٍ وأمانِ…
واهنأ بالخبز وبالجبنة والزيتونْ)
كلُّ يحلفُ..
أنَّ الأقصى غايته
شاءتْ إسرائيلُ وأَمْريكا أمْ أبتا
وإذا لزمَ الأمر
فـ(طظّ) بالعالمِ مِنْ شرقِ الصِّينِ إلى غربِ الصِّينْ
لكنْ إنْ جَدَّ الجِّدُّ (وما أقسى ساعات الجِّدِّ)..
فليسَ سوى التَّاريخِ الأعرجِ
يحكي للجيلِ الأعرجِ
عن مجدٍ أعرجَ كانَ
ويجترُّ أوهاماً شتّى
فيزيحُ من صلبِ المأساةِ حروفَ الدَّمِ والقهرِ
ويَمْسَحَ قطعانَ هزائمِهِ
ثمَّ يعدّل من وضْعِ (شوارِبِهِ)
ويقولُ:
ألا يوجدُ فيكم مَنْ يذكرُ (حطّينْ)!!؟..
***
آهٍ يا (حطّينُ)
وما أبعدنا عنكِ أيا (حطّينْ)
آهٍ، آهٍ
لو يقرأُ شيئاً مما نكتبُهُ
أو يسمعُ إحدى نشراتِ الأخبارِ (صلاحُ الدِّينْ)
***
ريف إدلب: 17 أيار 2019م