حسام الدين جبه جي: أنا المعتقل
زي بوست:
بأيِ ذنبٍ أجيبُ؟
ها أنا معمَّشُ العينينِ
عينايَ في ظلامِ الظلم
أنتـظرُ دوري كي أُسأَل.
ولا أرى في الظلامِ شيئاً أبداً
ولكني أرى وجهَ أمي باكياً باكياً
فأمي كالشامِ معطاءةُ الدمـعِ
فكـم بكت الشـامُ أبناءهـا ولم تـزل.
وأرى وجهَ حبيبتي بدراً حزيناً
تُتَمتمُ اسمي أغنيةً بشفاهها
وتقـولُ لي: أحبـكَ… أحبكَ
بكلِ ما أوتيتُ من الحبِ ومن الجُمل.
وأرى ياسمينةَ الحيّ
تُلقي عليَّ السلامَ وأنا في الغياب
فالياسمين لا ينسى عَشّاقه
يَهَبُ السلامَ للحضورِ ولمن رحل.
وأرى حمامةً أمويةً قادمةً نحوي
تتعثرُ بالغيمِ الأسودِ
فتهبطُ عندَ إحدى الحرائرِ
لتَستمَّدَ منها الأمل.
يُذهِبُ عني الجلادُ ما أراه
يُمارسُ فِعلهُ على جسدي
بِشتى شتى فنونهِ
يُهَيئني للتحقيقِ المفتعل.
تَغيبُ عنيَّ الشامُ للحظاتٍ
فَتعودُ مسرعةً تحملُ وجهَ أبي
قائلاً: يا ليتَ لي عمراً يا ولدي
لأحضرَ ثورتكم وأكون بينكم بطل.
فأرى نفسي مستبقاً لِلزمنِ
أروي لأبنائي عِشقي لِثورتي
فأنتصبُ عشقاً وشموخاً
وكأنَّ لا شيءَ لي حصل.
يقودني إلى اللامكانِ أبصره
يأتيني صوتٌ يسألني
ما اسمك؟ أجيبهُ
ولاشيءَ بعد هذا يُسأل.
يقرأُ عليَّ الصوتُ جريمتي
ويقرأ ويقرأ… ثم يقول
هل عرفت لماذا أنتَ ها هنا ؟
عذراً حيرتي.. ظننتُ حقاً أني سَأُسأَل.
ضاعت حيرتي بالاحتمالاتِ سدىً
ولكن رَدِدُوا عني هذه وصيتي
إن لم أخرج من ظلامِ الظلمِ
وبلّغُوا عني الشامَ الحبَ والقُبَل.
لن يضيعَ دمعُ كلَّ أُمهاتنا
لن تضيعَ دماءُ شُهدائنا
لن يضيعَ الحبُ في شامنا
ولن ولن يضيعَ الأمل…..