كلنا شركاء: سيناريو افتراضي لأمر تصفية سليماني
زي بوست:
ما الدافع للتصعيد الايراني؟
-راجت في اوساط النخبة الايرانية ان الرئيس ترامب لا يأبه بمنطقة الشرق الاوسط ويعتبر التواجد العسكري الامريكي بها تواجد مكلف مالياً ولن ينهي الحروب المستمرة من سنين طويلة جداً وستستمر في المستقبل لذلك فإن التمدد الايراني والسيطرة على 4 دول عربية وتهديد الخليج العربي يمكن ان يمر بدون عواقب على إيران وان الرئيس الامريكي اقسى ما سيفعله هو العقوبات الاقتصادية بعد ان انسحب من الاتفاق النووي الذي وقعه اوباما.
عزز هذا الطرح لديهم وزير الخارجية الاسبق جون كيري الذي تربطه علاقات جيدة مع النظام الايراني (شبين صهره هو ابن وزير الدولة في ايران ) كما التقى القادة الايرانيون وخاصة روحاني عند حضورهم جلسات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك مع السيناتورة دايان فاينستاين ( التي كانت رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ – هي من صالحت اوباما مع هيلاري كلينتون بالمنزل بعد انتهاء الانتخابات الاولية للحزب الديمقراطي وفوز اوباما ضد هيلاري ) ومع روبرت فورد (السفير الامريكي الاسبق لسورية ) ومع قادة ديمقراطيين وبعض مراكز الابحاث ورجال اعمال.
لكن ما جرى صحيح انه كان مثلما توقع مستشاروهم الديمقراطيون ولكن بشكل قاسي جداً فلقد تم تطبيق عقوبات اقتصادية غير مسبوقة من قبل على النظام الايراني أدت لخنقه وانفضاض حتى المشترين الروس والصينيين للنفط الايراني وانفضاض المستثمرين الاوروبيين والروس عن اي مشاريع مما أدى لانهيار العملة الايرانية وتدهور المستوى المعيشي وعدم توفر المواد مما اثار كثير من الاستياء والتظاهر والاهم وبعد ان استنزفت الاموال النقدية التي منحهم اياها اوباما بدأت الصعوبات بتمويل الميليشيات التابعة لهم تظهر مما ساهم بعدم قدرتهم على ضبط وترهيب الشوارع في العراق ولبنان وادى ذلك للمناداة بتقليص النفوذ الايراني او طرده.
-وصل المأزق والازمة في ايران حداً لم تصله منذ اندلاع الثورة قبل 40 عاماً فكان لابد من ايجاد مخرج بالهروب إلى الخارج واسهل طريقة هي التصعيد ضد اميركا ويبدو ان نصائح الديمقراطيين استمرت بنفس الرأي انه مهما فعلتم فلن يصعد ترامب وبالفعل بدأ جس النبض باسقاط الدرون الامريكي المتطور وكان الرد بنفس المستوى وبالتالي كانت قواعد الاشتباك كالتالي:
اذا لا يوجد قتلى فالرد لن يتضمن قتلى واذا جرى بارض حلفاء بدون التعرض لاميركا فالحلفاء مسؤوليتهم هم الرد كما حصل في ارامكو ويبدو ان الامر طاب لسليماني فاخذ يتنقل بحرية كبيرة وبدون تغطية جوية او حتى اخفاء فقط في البر يتحرك مع حماية بسبب كثرة أعدائه…..وقد لمس ما يؤيد النصائح من خلال المفاوضات التي جرت في سلطنة عمان وادت لاطلاق سرائح بعض المحتجزين , فرسم خطة للتصعيد في مناطق كثيرة ضد المصالح الامريكية في العراق ولبنان عبر بروكسيات وصولاً لإخراج اميركا من العراق واذلال اميركا قبل انتخابات نهاية العام مما يساهم في ايصال مرشح ديمقراطي للبيت الأبيض وقد يكون حينها جزء من المستشارين الذين يتعامل معهم يحتلون مناصب عليا فمستشاروا اوباما في مجلس الامن القومي هم انفسهم الان يضعون خطط في حالة عودة الديمقراطيين للحكم ومنهم ايضا مستشار بايدن للشؤون الخارجية مما يجعل هناك امل كبير بإعادة تفعيل الاتفاقية النووية مع ايران.
كان سليماني يتنقل بين لبنان وسورية والعراق لتدارس الخطة وباشتراك مع حزب الله والميليشيات العراقية وبمعرفة النظام السوري ( هناك ضابط سوري مع قاسم سليماني عندما قتل ) بدأت عملية التصعيد التي تهدف لقلب القيادة في اميركا بضرب المعسكر وقتل المقاول الامريكي وهنا حصل الخطأ الكبير وتجاوز الخطوط الحمراء ومع ذلك بلعها ترامب وكان رده بالعراق وسوريا وقتل عدد اكبر بكثير من الميليشيات العراقية مما جعل سليماني يستسهل الامر فالرد على الميليشيات العراقية لا يهمه بشيئ لذلك صعد الهجوم وامر بضرب السفارة الامريكية ولو لم يكن هناك تحصين كبير لبناء السفارة لكان هناك قتلى اميركان كثر وتعمد سليماني اظهار بعض قادة الحشد امام السفارة لالحاق التبعية للعملية بهم وتوقع ان يكون الرد على الحشد فقط لكن الاجهزة الامريكية التقطت الكثير من الاتصالات والتي تؤكد ان المصمم ومعطي الامر هو قاسم سليماني شخصياً والباقي هم منفذون وبناء على ذلك صرح وزير الخارجية الامريكي بان ايران تتحمل المسؤولية كاملة وعندها اعطى الرئيس ترامب الامر بمعاقبة معطي الامر وتصفيته ومحاكمة الباقي من مسؤولي الحشد من مدمري بناء السفارة في محكمة امريكية وقام بالتغريد بان الرد سيكون عالي وهذا ليس انذار بل تهديد …التقطت روسيا ما يجري في اميركا سواء من تعزيز عدد الجنود وارسال قوات نخبة من 750 مقاتل وإخفاء السفير الامريكي بمكان غير معلن فاتصل المنسق الامني الروسي مع نظيره الامريكي عارضا تقديم خدمات للرد وذلك كرد جميل لما قدمته المخابرات الامريكية عندما كشفت للروس عن عملية تهدف لزعزعة الاستقرار في روسيا قبل عدة ايام …وجاء الرد لا داعي في هذه العملية فكل المعلومات متوفرة.
وبالفعل كانت هناك ثلاث شخصيات ايرانية مرصودة بشكل دائم بعد تصنيف الحرس الثوري كمنظمة ارهابية مما خول الرئيس ترامب باصدار امر القتل دون العودة للكونغرس وكان ادسم تلك الشخصيات سليماني وتوفرت تصفيته وبشكل سهل إذ كان بدون تغطية او اخفاء لظنه بان الرئيس ترامب اجبن من ان يغتاله فخسر الرهان ودفع حياته ثمنا لذلك .
خلال ساعات الطيران من دمشق لبغداد تم تنظيم وتجهيز خطتين لقتله ونجحت الاولى بشكل كامل , وهذا يعتبر درساً بعدم التجاوز على الامريكيين او ممتلكاتهم اينما كانوا.
الصورة: شهادة وفاة ابو مهدي المهندس “جمال جعفر”
المصدر: صفحة الإعلامي أيمن عبد النور مدير موقع كلنا شركاء