علي صالح الجاسم: أدرْ رحى الشّعر
زي بوست:
مهداة إلى الصديق الشاعر المبدع حسن النيفي بعد خروجه من الاعتقال الذي دام خمس عشرة سنة في سجون حافظ أسد
أدرْ رحـــــــــــــــــــــى الشعر قتَّـــــــــــــالاً وذبَّاحـــا
مــــــــن كــــــــــــــــــوَّة السّحرِ هــــــــــدَّاراً وصداحـــا
أعـــــــــرْ جناحَــــــــــــــــــك للعليـــــــــــــــــاء معتمراً
وكـــــــــنْ لهـــــــــذا المـــدى الوضَّـــــــــــاءِ إصباحـــــا
هـــــــــــــــــل عسْعسَ الليلُ في نجواك تدفعُهُ
أم أنّ للفجرِ …. إذ ناديْــتَ مفتـاحـــــــــا
هديرُ حزنِـــــــــــــــــــــــــــكَ جيَّاشـــــــــــــــــاً يباغتُني
في كلِّ حـرفٍ بكى فـي السَّطرِ أو ناحـا
يــــــــــــــــــا مالكَ الحرفِ محمومــــــــاً تهدهدُهُ
هــل يعلمُ الحـــــــــرفُ كــــــــــــم أسقيْتَه راحــا؟
ذوَّبْتَ في حـــــــــــــــــــــــــدقِ الأشجانِ بارقةً
مـــن الضِّياءِ علـــــــــــــــــــى عينيكَ قــــــــــد لاحا
أســـــــــــــــــــــــــــــرجْتَ للدَّمع عندَ القبرِ قافيةً
تشعُّ مــــن كـــــــــــــــــــــــــــــــوَّةِ الأحـــــزانِ مصباحـا
وقلتَ أمَّـــــــــــــــــــاه يـــــــــــــــــا ذكـــــــــرى تدثّرُني
هــــــــــــذا الفؤادُ علــــــــــــــــــــــى غصَّاتِكِ انداحا
ذويْتِ قبلَ اللقا غصناً ألـــــــــــوذُ بِــــــــــــــــــــــهِ
في وحشــــــــــــــــةِ الليلِ إن أســــــــريتُ مُلتاحا
مــــــــــــــــــا قيمةُ العمرِ؟!إن أمضيتَه جزِعـــــاً
تلوكُ أيَّامَـــــــــــــــــــهُ فــــــــــي الحلقِ أتراحــــــــــــــــــــــــــا
يا قيدُ حطِّمْ صدى الأنفاسِ في رئتي
وازرعْ إذا شــــــــئْتَ عندَ القلبِ أشباحــــــــــا
واصنعْ لنفسِكَ عرزالاً علـــــــــــــــى شفتي
وســـــــــــــرْ إذا شئْتَ فـــــــــــــــــوقَ الرِّيقِ سبَّاحا
أطفئْ إذا شئْتَ حتى الوهمَ في مقلي
وقفْ علــــــــــــــــى شــــــــــــطِّها كالقهرِ سفَّاحا
سقيتُكَ المرَّ مـــــــــــــــــــــن حرفي فما برِئتْ
نفسي وقــــــــــــــــــد أُتلِفتْ ســــــــــــــرَّاً وإفصاحا
أفعى أحسُّكَ فـــــــــــــــــي نبضي وأوردتي
فانفثْ سمومَكَ كاســـــــــــــــاتٍ وأقداحـــــــــــــــا
فلن تكونَ إلهــــــــــــاً فــــــــــــــــــــــــــــــــوقَ قافيتي
ولـــــــــــــــــــن تصيرَ لهـــــــــــــــــــــذا القلبِ ملَّاحــــــــا
كفكفْ شموخَكَ إنِّي شــــــدْتُ مملكةً
مــــــــــــــــــن المحبَّـــــــــــة أحــــــــــــــــــــزاناً وأفـــــــــــــراحــــــــــا
هــــــــــــــــــذي المواجيدُ قـــد أتعبتُها جلداً
فعدْتُ مــــــــــن دونهـــــــــا مسكاً إذا فاحـــــــــــا
شربْتُ مــــــن خمرة التوحيدِ كأسَ منىً
فأينعتْ فــــــــــــــــــي صحاري القلبِ أدواحا
مضى رفــــــــــــــــــــــــاقي قناديـــــــــــــــــــلاً تزيِّنُها
نيازكُ المجــــــــــــــــــــــــــدِ أجســـــــــــاداً و أرواحــــــــــــا
فعُطِّرَ الكونُ مــــــــــــــــــــــــــن ذكراهمُ عبقاً
تحسُّهُ في حنـــــــــــــايــــــــــــا الدَّهــــــــــــــــــــرِ فوَّاحــــــــا
أدرْ رحــــــــــــى الشِّعرِ ولْتهنأْ بــــــــــــهِ قدراً
شـــــــــــــــــــلَّالُ عمرِكَ مــــــــــــن أعطافِهِ ســـــاحا
واغرفْ سنينَكَ مـــــــــــــن أمواجِهِ فعسى
تبقيكَ أشــــــــــــرعـــــــــــــــــــــةُ التِّرحــــــــــــــــــــالِ لماحا
مــــــا ضرَّكَ الجرحُ إذ مـــــن نزفِهِ سطعتْ
شموسُكَ الغرُّ ترتـــــــــــــــادُ المــــــــــــــــــدى ساحا
فاركبْ بهــــــا الموجَ لا تهدأْ فما شمختْ
إلا بكفِّكَ عُنَّــــــــــــــابــــــــــــــــــــــــــــــاً وتفَّـــــــــــــــــــــــاحا
سليلُكَ الحرفُ قــــــــــــــــــــــــــــــــد أكرمْتَهُ نسباً
فانشرْ لَـــــــــــــــــــهُ في هزيعِ الجــــــــــــــــــرحِ ألواحا
أَسلِمْ لَـــــــــــــــهُ القيدَ كـــــــــــــــــي تحلو مواجعُهُ
فما لغيرِكَ يعدو الشِّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعرُ نوّاحا