عبد القادر حمود: ما بعد الموت

عبد القادر حمود: ما بعد الموت

زي بوست:

***
حاولت أن أهمس في مسمعه
لكنه…
كان قليل الصبرِ..
(يا موتُ..
لماذا أنت لا تسمح لي بلحظةٍ…
أعرف أنها ستمضي في حنايا العدمْ
لكنها قد تمنح الأمَّ (بقايا الأمِّ).. أن تجمع ذاتها
لتنحني فوق رضيعها…
دماً فوق دمْ..
يا موتُ
يا موت..
وأيُّ قبلةٍ كانتْ لو انتظرتَ نصفَ لحظةٍ،..
ألا ترى كيف تحجرتْ معاني العشقِ
وانتهى ربيع الشوقِ
حين قلَّ صبركَ الذي كانَ
فأطفأتَ ابتسامة..
وأشعلت زماناً موحشاً من ألمْ)

***

يا موتُ..
لن نحصيَ ما لديك منّا…
أنت أولى بالذي لديكْ
لكنها أسئلة تمدُّ من أقصى الرؤى أعناقَها..
تقتل كل ما لدينا من هباب الوقتِ، (وقت القهر والأنين)
أسئلة تخنق فينا لذّة الموتِ (أجلْ.. لذتك التي عرفناها)
ألا تظنُّ بعد…
أنَّ لحظة ستكفي دمعة حمراء كي تغسل وجنةً…
بها شوق إليكْ

***

سؤالي الآخر…
ما الذي أريده أنا منك..
وماذا تريدْ
هل أنت معنيّ بما أسألُ
أم أنَّكَ لا تملكُ وقتاً لجنون شاعرٍ
أرهقه ظلُّك، فاحتار
وضاعت خطواته..
فلا شيء سوى ليل طويلٍ
وبقايا جليدْ

***

اليوم قبل الفجر..
أوقفتَ معاني الزمانْ
لم يَصِحِ الديكُ..
ولم يخرجْ رجالُ الحيِّ مِنْ (أكفانهمْ)
هوتْ مآذن..
وضاعتْ في تكسّر الأماني مفردات الأذانْ
يا موتُ..
هلْ أصبحتَ مأوانا (كما قيلَ)
وهل أصبحتَ آخر السطور في كتابِ الأمانْ…
يا موت..
إن لم تملك الصبرَ
فهبنا (بعد هذا القهر) بعض لمسةٍ
من حنانْ

***

يا موت (مهما كنتَ)
أينما وقفتَ
في الدروبِ
في ثياب النوم
في أسمائنا
أوقاتنا
أشلائنا
في رفَّةِ الأجفان..
في عجز الحروفْ
مهما وقفتَ
وامتهنت قلَّة الصبر..
لنا عندك بعضُ قبلةٍ
ودمعةٌ حمراءُ…
طفلةٌ تكفَّت بسرِّها
وما زالت
كأي نجمة
في ليل قهرنا تطوفْ…
يا موتُ
قد تكونُ للناس مخيفاً
إنما….
في رقصة الألوانِ…
لا شيء مخيفْ
***
كانون أول 2019م

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s