مروى بديدة: الغرق في البنزين
زي بوست:
لوحدي سأسير في الدروب الضيقة
وبين الظلال وحدائق الموتى
لوحدي و دون حاجة ماسة ليديك
حين تعج الطريق بالألوان والأشكال
والعائدين من سوق الأزياء والاحتفالات
وأصحاب العقود والنقود والقفازات الغامقة
والذين يسيرون على الأقدام و يعرجون
والذين على المزلاج يشويهم الجليد
ويحكمهم رجال الثلج المتنكرون
سأسير عارية دافئة بشمعدان في يدي
أنظر في هلع إلى المآسي و أقفز بعيدا
أتجاوز العتبات والعقبات و الهدايا الملغومة
وعيون الأحبة التي ترمقني بحنان مصطنع
ثم تغرق في البنزين والنفايات وتشتعل
وأراها في الطرقات إشارات حمراء وبرتقالية
تمنعني من العبور والفرح
فتدركني يد الإله الحنون
يمدها لي من بين الفضاءات والمباني
والمستودعات التي شيدوها لمعالجة القلوب
ونفخ الشفاه والقبل المضاعفة والألسنة المرقعة
أطير إلى حيث السماوات الواسعة
والشموس النحاسية والعصافير النائمة في الديباج بزغب لماع ومناقير زهرية …
أطير إلى العوالم الرفرافة دون حاجة ماسة ليديك
كل الذين طاروا بعيدا واستقروا في الجنان
والساحات الفسيحة الآمنة
كانوا حيارى في التيه
يخفون هياكلهم عن الرصاص و الحب و المسدسات الذهبية
وآلات التصوير بومضاتها المرعبة و التصفيق الخطير
والصور المكفنة وغرف الاجتماعات والجرائم
و أنا أهرب يوميا من كل هذا
أرى النور في الأعالي وأصل إلى قدر صوفي
دون حاجة ماسة ليديك
لوحدي سأسير….