ريّان علّوش: بثينة المتوحشة
زي بوست:
كيف لإنسان أن يصبح وحشا ومجرما؟!!
وجوابا على هذا السؤال سنأخذ بثينة شعبان مثالا، وسنضرب بها المثال لسببين:
أولهما كونها امرأة، والمرأة يفترض أن تمتلك شعورا مختلفا عن الرجل، فهي الأم التي نلصق بها كل الصفات التي تحملها الأم، والثاني كونها من بيئة فقيرة، أيضا نعطي الفقراء عادة كل الصفات الطيبة والإنسانية.
تنحدر بثينة من قرية تتبع لمدينة حمص، وجميعنا نعلم أي حال عليها تلك القرى حتى الآن، فما بالكم حالها قبل عشرات السنين؟!
ولنفترض أن بثينة أمضت طفولتها في القرية في فترة الخمسينات والستينات، فهي بالتأكيد عاشت أقسى حياة ممكن أن نتصورها نتيجة الفقر، وحتى عندما انتقلت إلى المدينة كي تكمل دراستها الجامعية، أنا متأكد بأن رائحة جراباتها (بيتقوص عليهم الضبع) كما يقال كونها كانت تنتعل حذاء من النوع الرخيص.
لا يوجد عيبا حتى الآن ببثينة فهي مثال للمرأة المكافحة التي أكملت تعليمها رغم كل الظروف القاسية التي مرت بها، لكننا هنا لا نستطيع تشبيه بثينة بأبناء القرى المشابهة، الذين لم يغادروا قراهم، أو ممن تطوعوا في الجيش أو في الأمن وسكنوا في ضواحي المدن مكملين ما كانوا عليه من فقر وتهميش.
بثينة توفر لها ما لم يتوفر لغيرها، حيث حصلت على فرصة لإكمال دراستها في أمريكا، وعاشت عدة سنوات هناك، ويفترض أن تكون قد تشبّعت بأفكار جديدة تستطيع من خلالها وعندما تعود، أن تعكس ذلك على بلدها، قريتها، مجتمعها،
إلا أن ما حصل فيما بعد كان عكس ذلك، حيث شغلت هذه المرأة عدة مناصب تماهت فيها مع أعنف جلادي السجون، لا بل إنها تفوقت عليه بأشواط باعتبار أنها، ومن خلال موقعها تجلد شعبا بأكمله، تشارك بالجريمة، وتتستر عليها.
لا نستطيع تشبيه أسماء الأسد ببثينة، لأن بثينة خرجت من القاع، من قاع القاع، بينما أتت أسماء من عالم متوحش آخر لم يعرف القرى يوما، ولا تعرف بأن روث البقر يصلح كوقود، عكس بثينة التي تعلم ذلك جيدا وعملت فيه طويلا.
قد تكون بثينة كمثال أكبر تشويه لجنس المرأة، المرأة الأم، المرأة المتعلمة، المرأة التي شقت طريقها بأظافرها.
ليت بثينة لم تتعلم، وبقيت في قريتها مع خمس عنزات وبقرتين، لكان ذلك أفضل لبنات جنسها، أفضل لآهالي القرى الطيبين، أفضل لنا جميعا.
siepost زي بوست 