براء الجمعة: الموت المكرّر

براء الجمعة: الموت المكرّر

زي بوست:

وأنــا ألــمُّ شــذاي منّي أنــثــرهْ
فيطيرُ أدهشـني الذي قد طـيـرَهْ

حاولـتُ جمعَ ملامحي بقصيدتي
فتبعثـرَ الـبحرُ المـديـدُ لأجذُره

أنـا لـم أكـن مـثـل الذين أحبُّهــم
أحببتَ؟ قل؟ حتى فؤادي أنكـرَه

وقبضتُ من عمري شتاتَ حقائبي
وتأبط الإرث القديم الشنفرة

ولمحتُ من شقّ القميصِ طفولتي
ليشـــقَّ بردي مـعـبـراً في معبره

من عيـن طفلٍ تلمحُ الدنـيـا هـي
مجنونــةٌ تلــدُ الجمــالَ لـتَـقْـبُـرَه

ســـتون قهراً ما تزال ولم يزل
كفّـي يضمّـدُ صدرَه كي يَكْسُـرَه

أنـــا طـفـلـةٌ طفلٌ وأطفـالٌ أنـــا
أنـــا أمّةٌ ولدتْ لتكبـرَ مـجـزرة

مـا من ولـيـدٍ مـذْ تكوّرَ نـهـدُهـا
إلا ومرَّ على الرّصـاص فكوّرَه

فليرضعِ الطفلُ الصغيرُ وظـلـمةً
لـم يـظـلـم الجـلادُ ظلمَه أجبـره

كتـبَ المؤرخٌ من مداده قصّـةً
كان الشهود يمينه بلْ دفتـرَه

واســتمتـعَ القرّاءُ في تدويـنِــه
والقهوجيُّ محللٌ قـد فـســـرّه!

غضبَ الذين نـحـبُّهـم ونُدينهم
وبيانهم سرٌّ وبومٌ حرّرَه

خمسـونَ قهراً و البلادُ محطّـةٌ
والناسُ تقطعُهَا ككرت التذكرة

ليغوصَ قرشُ البحر في أشلائنا
خُلِقَ الوليدُ وحُلمُه أن يـعـبـرَه

تلك الشـــظايا يـا صديقةُ قاتـلي
وغريمتي كادتْ تضيءُ لأبصِرَه

يتقاربُ النعشانُ دونَ فوارقٍ
لولا اختلاف الرايتان ومقبرة

هي لعنةُ الموتِ المكرّرِ ابطأتْ
وكنـايـةُ المـوتِ البطيءِ تكرّرَه

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s