حسن قنطار: لذة لا تعيش
زي بوست:
أكسر قافيتي أحياناً
وتشتعل القصيدة من
فتيلِ تنهيدة
وتكِبُّ الحروفُ منكوسةً
من حصائد شوقها
في نارك المجنونة.
كان أن حُشرت كلها
في صعيد تعلّقها
ثمّ سيقت زُمَراً لتعبر الصراط الذي
ضُرب على كتفي غوايتك.
كنتُ أخالها تجأر
ملء الحشر رعباً،
هائمة تبحث عن حبل نجاة
لكنّ الهضاب تلوّت باهتزازٍ رتيبٍ
ومدّت رؤوسها النبيذية الملتهبة
فزاد منسوب الفتنة
على مؤشر الرغبة المضطرب
وارتمت قبل سُكرها،
وضاعت بين
ثغرٍ قاطرٍ،
ووادٍ غير ذي زرع،
وهرمين تداعبهما أصابع السحاب
إنها مصائد الحبّ
***
أضمّ قافيتي أحياناً أخرى
وتشتعل القصيدة أيضاً
ولكنها هذه المرة
بنارٍ تتنفس ألسنتها النعاس
تمشي حرارة منها في داخلي
هدوءاً لذيذاً
وهي تعانق الدماء
يتنفسها الوجدُ
عبر دبيب النمل الحافي
فوق رمالك الدافئة
وتلتصق الحروف بالرمال
رغبةً قسريةً غير واعية
وترتمي منكوسةً أيضاً
ولكن هذه المرة
على سفوح الهضاب،
تهمّ بالتسلّق إلى ذراها الحمراء
بطيئاً كان ذلك التسلق
لكنها وصلت،
وواصلت تداعب كؤوس النبيذ
بشهقةٍ جامحة،
وزفرةٍ كأنها البركان
أخذها التسكّع في الذرى
إلى تيهٍ رحيب
وابتلع الحروفَ ذلك التيه
زمناً عربد بها حتى
أفاقت على
رشف رضابٍ عذبِ المذاق
من هذا الغدير الذي
أمطرها جموحاً مستعِراً
وتهوي القصيدة برمّتها
في جحيمٍ آخر
لكنّه جحيمٌ يُنسي آلام العذاب
إنها مكائد الحبّ
***
أفتح تلك القافيةَ
مرةً ثالثة
عندها تشتعل القصيدة
مرةً ثالثة
من غير أن تجدَ حرارة الراغب
فلا تسترعي أعين الحروف
ولا تستدعي آذان القصيد
لحظةٌ تشبه
هديلَ ريشةٍ
وتقترب من
أنامل شمسٍ
وتواسيها
نسائمُ شرقية نقية
تميلُ قدودها على أنغام صَبا الهدوء
تنتظم حركة الحروف وهي تعبرُ
الصراط نفسَه
إلى تنهيدةٍ وارفة
بسلام مبتسم
هنا ألحّ قلمي
باستمالة السكون
سكونٌ على رأس قافيةٍ
في جعبة كلّ بيتِ قصيد
كأنها قبلة رضا ممضيّةٌ على
أطباقٍ نابليون البرّاقة
يضعها ليشهد الناس
عرس الانتصار.
أغلق باب القصيدة
على لحنٍ وطنيٍّ لدولة الحبّ
نعم
إنّها عجائب الحبّ
***