مقطعان من قصيدة (الخروج من صلاة الخوف) للشاعر عبد القادر الحصني

مقطعان من قصيدة (الخروج من صلاة الخوف) للشاعر عبد القادر الحصني

زي بوست:

-1-
لماذا تواري هواجسُنا عريها بالرؤى الغامضةْ؟
لماذا يحاصرنا الخوفُ عبر المسافة بين انطلاق الحروف وبين
مباغتة الفكرة العارضةْ؟!
وحين يراود حلمُ التعري الجلودَ التي تفضح الكيَّ والنارَ..
تفضح أو سمةَ المرحلةْ.
لماذا يكون التعري على خشب المقصلةْ؟!
مريرٌ هو الصمت في زمن الاغتراب.
مريرٌ هو الصوت يسقط بين السيوف، وبين الحرابْ.
فمنذا يغامرُ؟
منذا يحلّْ المعادلة القاتلةْ؟
ويخبر أن الحداة سترمي إلى الموت بالقافلةْ

-2-
وحده الجوع يقدر أن ينصب القامة الضاويهُ.
وحدهُ يتقن الرقص في حضرة الخوف..
يرسم الصور الآتيه.
إذا زلزلت، يتساوى النقيضانِ..
يضرم في الماء خضرةَ أغصانه الشجرُ المستباحْ.
وتوغل في البحرِ،
تحتلُّ زرقتَه أغنياتُ الصحارى تولولُ فيها الرياحْ.
إذا زلزلت يشتكي النهرُ…
تشهدُ فيه على العطش المرِّ في ضفتيه الجراحْ.
– من هرَّب الماء منكَ؟
– يصمتُ
– من صادر النسِّغَ؟
– يصمتُ
ينتفض الجوعُ…
يتقن كلَّ اللغات المخيفةْ،
يسرّْ بأذن الفقير فيعرف كيف أضاعوا رغيفةْ.
ويعرف أكثر حين يفتش كل جيوب الخليفةْ.

من ديوان “بالنار على جسد غيمة” 1976

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s