خطيب بدلة: الحشاشون يحتفلون بعيد المرأة
زي بوست:
يجتمع الحشاشون في “المَقْطَع الشرقي” يوميًا، ويُذَكِّرُ بعضُهم بعضًا بأنهم تائبون، ولكنّ معظمَهم ينقضون التوبة بتهريب سيكارة حشيش نصفُ قطرها 2 إنش، والآخرون يتظاهرون بأنهم لم يلحظوا ذلك، لأن كل واحد منهم تأمره نفسُه بأن يأخذ سحبتين حشيش في يوم قادم، أو يدخن سيجارة كاملة (من بابها).
لا يوجد في “المَقْطَع الشرقي” إنترنت، والجوالات لا تعمل لأن التغطية غير موجودة. ولكن، في بعض الأحيان يُحْضِرُ أحدُهم سندويشة فلافل ملفوفة بورقة جريدة، وبعد أن يلتهمها ينظر إلى الورقة، ويقرأ خبرًا ما ببصره، فإذا أعجبه يقرؤه بصوت عال. البارحة قال أبو أيوب وهو ينظر إلى ورقة الجريدة: اليوم عيد المرأة العالمي!
أطلق “أبو سليم” ضحكتَهُ “الأمزوكِيّة” التي تنتهي بسعال وازرقاق في الوجه، وقال له:
– يخرب بيتك شقدك طشم يا أبو أيوب.. مو اليومْ عيدْ المرأة، لازمْ تتأكدْ من تاريخْ صدورْ الجريدة، يمكنْ يكونْ مَرّْ عَ المناسبة شهرْ أو أكتر. بعدين أنا ما بدي إحتفلْ بعيدْ المرأة، وبالنسبة لمرتي أم سليم أنا ما بطيقها، بقى شلونْ بدي إحتفلْ بعيدها؟ خليها تحلّ عن طيزي وأنا بألف نعمة من الله.. إحّي إحِّي آخ يا يااام آخ. الله يخرب بيت هالسعلة، دبحتني دَبْحْ.
قال أبو أيوب: إنته فقيرْ، ومنحوسْ، وضَرَّاطْ، وبتدخِّنْ، وبتحششْ، وبتسعُلْ، وكل شوي بتصفرّْ وبتزرقّ وبتجي لتفطُسْ، ولما بتحكي بتهزّ راسَكْ لفوقْ ولتحتْ متلْ الكديشْ لما بيدوسْ عَ رَسَنُه، وفوق كل هادْ مو عاجبتك أختنا أم سليم؟! بتصدقوا يا شباب؟ طول عمري ما وقعْ بصري على أختنا أم سليم، بس أنا متأكدْ إنها أحسنْ منُّه بكثير. وحتى ما نبعّدْ المثالْ، أنا مرتي أحسن مني بكتيرْ، ودائما بتعجَّبْ منها شلونْ تحملتني كل هالسنينْ.. يا شباب، أنا بدي أسألكمْ سؤال، ويا ريت يتفضلْ حَدَا منكمْ ويجاوبني عليه بصراحة. كم شلة حشاشين موجودة في البلد؟ كتير مو؟ طيب ليش ما في شلة نسوانْ حَشَّاشَاتْ؟
قال أبو عاجوقة: أستغفر الله العظيم. بدك نسواننا تحشش يا أبو أيوب؟ أكيدْ خَرَّفْتْ أو طَقّْ عقلك.
قال أبو أيوب: أنا ما بدي النسوان تحششْ، ولا تدخنْ، ولا تشرب عَرَقْ، ولا تلعبْ بالقمار، بس بدي وجداننا نحن الرجالْ يشتغلْ خمسْ دقايقْ كل يومْ، خمسْ دقايقْ بَسّ. من يومين خبرتني أختي “أم عبدو” اللي عمرها هلقْ خمسة وخمسين سنة وعندها كومة أولادْ وأحفادْ، وطلبت مني أروحْ لعندها لأنه زوجْها الحيوانْ خابِطْهَا قَتْلة. رحتْ. وَقَّفْ شعر راسي متل القنفد لما عرفتْ أيش القصة. قالت لي إنها كانتْ لابسة تيابها وبدها تروحْ لعندْ طبيبْ الأسنانْ، شافها المنحوسْ جوزها وقال لها (أشو هادْ؟ شلون بتروحي لعندْ طبيبْ الأسنانْ ومانك لابسة بنطرونْ تحت المانطو؟ كويسْ إنه الطبيبْ يشوفْ كعابْ رجليكي؟) قالت له: طبيبْ الأسنانْ شغلُه في تمي، أيش جابه لكعابي؟ قال لها: وبركي وقع من إيده الملقط ع الأرض، ونزل حتى يجيبه، بيشوف كعبك ولا ما بيشوفه؟ آ؟ وبلشْ فيها تخبيطْ!