محمد زادة: لا تدخل الخمسين وحدك
زي بوست:
غادر منزلك بهدوء
انزع اسمك من على الجرس
اتركه فارغاً كالحياة في داخله
لا تخف من ضيف مباغت
سيتصل بك يسألك عن اسمك
قف أمام أي بيت يسكنه عدة أشخاص
قف بثقة
ظهرك للباب
يدك على مقبضه وكأنك تسحبه
تأمل المارة لثوان
وامض وكأنك تسكن هنا
مع كل هؤلاء
لا تدخل الخمسين هكذا
بيدين مكسورتين
بحظ يابس
ووطن لا يضع الورد على قبور الحالمين
مزّق هذه الذاكرة
انس بيتك
ألم تخرج الآن من بيت يسكنه عدة أشخاص
وعلى الجرس أسماء لاتينية
أغلق هاتفك
غنّي الأغاني التي لا تفهما
ولا تتابع أخبار الموت
فلو مات حارس حديقة في الصين
ستقرأ بعد يومين بأنه نازح من سوريا
ولو سقط نيزك على هذه الأرض الواسعة
سيسقط في مدينتك
ولو طافت الأرض في السنغال
سيموت عجوز من حلب
انس أنك عشت خمسين عاماً بالصدفة
ووصلت بلاداً تحب الشجر والطرقات السريعة
والشقق الصغيرة المصممة لشخص واحد
والجيران الذين لا يرمون السلام
ورهبة الهدوء بعد الثامنة
والموسيقى التي تدل الشرطة إلى بيتك
انس كل هذا
ولا تدخل الخمسين وحدك
أوقف أية امرأة عابرة
أية سكّيرة
أو عاهرة
أمسك يدها لخمس دقائق
قل لها أخاف أن أدخل الخمسين وحدي
أرقص معها التانغو
عذّبها وأنت تشدّ على خصرها
تأكد من أنها حيّة
ثم عد إلى بيتك
عد ولو بعطر امرأة على أصابعك
ولاتدخل الخمسين وحدك
***
ياقوت أبيض