علي صالح الجاسم: رسالة من الجنة
زي بوست:
كان عمرها عشر سنوات عندما أغرقها أبوها مع أخوتها الصّغار في نهر الفرات.. فكانت جريمة بشعة هزّت أركان منبج .. أيُّ أبٍ هذا , بل أيُّ جنونٍ هذا؟؟!!!
أبي لماذا يا أبي
ماذا جنت طفولتي؟!
وإخوتي الصغار يا أبي لماذا يقتلونْ؟!
لأننا صغار يا ترى عجزتَ عن طعامنا؟
فنحن لم نطلبْ سوى الحنان يا أبي سوى الحنانْ
وها هم الأطفال يسألونْ
عن ذنبنا يا أبتي
فما نقول نحن و الأطفال يسألونْ ؟
أيا تُرى من خشية الإملاق يا أبي قتلتنا
أم أنه من سكرة الجنونْ ؟!
قلها : عجزتُ عن طعامكم وشربكم
عجزتُ عما تطلبونْ
هلا أجبت يا أبي
فنحن منذ أن قذفتَنا نطير كالحمام عند الله في الجنانْ
هذا أخي الصغير موسى يا أبي يزيّن المكانْ
يطير من نافذة الزمانْ
جناحه الرحمن يا أبي
جناحه الرحمنْ
وأختيَ الصغيرةُ البريئةُ الظريفةُ البيضاءُ كالرباب يا أبي
حمامةٌ تعانق الأغصانْ
بقربها عبد الإله يغزل النجوم سترةً لزورق المساءْ
***
يا أيها الصغار في قريتنا
يا أيها الصغارْ
لا تكرهوا أبي لأننا نحبه …. لا تكرهوا أبي
لأنه يعيش في الأحداق من عيوننا
ويوم يأتي عندنا سنرفع الأكفَّ ضارعينْ
كي يعفوَ الرحمن يا أحبّتي
كي يعفوَ الرحمنْ
يا أيها الصغار في قريتنا
يا أيها الصغارْ
دفاتري تنتظر الصّباح
كي تعانق المدرسة .. المقاعد .. الجدرانْ
تعانق النّهارْ
مرُّوا على أمّي خذوها يا أحبّتي
كي تكمل المشوارْ
دفاتري وهذه الأقلام في حقيبتي يا أيها الصغارْ
تنتظر النهارْ
***
وأنت يا حبيبتي يا أمّيَ الحنونْ
لا تحزني .. لاتحزني
وزيّني قبورنا وزيّني المكانْ
يا أمّيَ الرائعة الفيّاضةَ الحنانْ
قولي لمن يمرُّ من قبورنا
هناك يلعبونْ
تحرسهم ملائك الرحمنْ
يا أمِّيَ الحنونْ …. يا أمِّيَ الحنونْ
***