سلام حلّوم: الغرباء

سلام حلّوم: الغرباء

زي بوست:

أولاد الرّيح
إنّهم إذا مرّوا بقرية
قلبوا حتّى طناجر الحصى وسرقوا الدّخان ليخيطوا لهم جهةً في الخراب

يعبرون بلحىً من غبارٍ
أو بوشم على زند
أو بقبّعات من فرو
أو عصائب مقروء على طيلسانها
كي تنفخ في أوصال المحارب

أولاد الرّيح مبشّرون
بأربعين عيناء لا يشبهن سبايا الأرض
بإمارة خدمُها غلمان من شهب
بترفيع إلى رتبة مشير إن مات
وإلى فريق أول ، يصل الزفت إلى ضيعته
ومنها إلى سطح القمر
إن رفع على تلّة من جماجم صورة القائد
بأنهار من خمر فارس
أو ببراميل من ” الفودكا ”
تُرتشف من ريق حورية
من سرّة راقصة على الجليد
من طاس محمولة بأصابع من ذهب
كتلك التي تعلق كأقراط بأذنَي شجاع
نال الأخذ بالثأر من باكٍ على حائط
في الكعبة ، او صياّد يكبو ، بانتظار سمكة
يجود بها شطّ الفرات

أولاد الرّيح
يعبرون بين الجثث
وفوق الثّياب المعجونة بالدم والدمع
باختيال ، كما على سجّاد المظفر
يسترقون السمع إلى حسرات التراب
فربّما عثروا على عناوين شفويّة للمطر

يكنسون بالسواعد ذاتها
سمرَ اليتامى
الأقفال التي لم تنزح
سنداتِ البيوت التي مازال عليها
لتجّار العرصات أقساط
النظراتِ التي تركتها العيون
على خصر المكحلة
يكنسون حتى نثار القّش في طين الحيطان

بلا درب يسحلون أكياس البارود
إلى خاصرة جبل أو حنجرة حمام
أو شرانق فراشة تبيض على أكتاف وردة
لذلك يتعثرون بشوكة أو بروة قلم
أو ضحكات شجرة تفاح بنتِ سنوات

الغرباء أولاد الرّيح
والرّيح سيرة من نكاح عابر
بين الغيوم الجوف وخشاش الأرض

والريح ما ناكدت باباً الا ودوّخها بالحنين

الريح لا دليل لها غيرُ شبّاك كفيف
ولغطُ التكاثر في ديدان الخل
وأنها ورثت عن جدّها الطوفان
ما يقودها بالفطرة
إلى مهبّ يعيد لها الرشاقة
كلما قسا خصرها من تلوّث الأرض
هنا ، شرقيّ المتوسط
لهذا ترى أولادها
وهم يفتّشون عن جذور للهواء
لا أحد يذكرهم
غيرُ مراكز البحث المحموم
لمعرفة ارتفاع بلدٍ ما
عن سطح الدم

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s