علي صالح الجاسم: هلاك مومياء
زي بوست:
مهداة
إلى الشباب المصريين الأبطال
في ثورة يناير.
ارحلْ فقد نزفَ الصَّباحُ دماءَ صحوتِهِ
على الطُّرقاتِ في هذا العراءْ
ارحلْ فما عاد الصَّباحُ هو الصَّباحُ
ولا المساءُ هو المساءْ
وصحا نواطيرُ الكنانةِ يلبسون
الفجرَ جلباباً وفوقَ جباهِهِم
رُسِمَ الغدُ المنظورُ
يحتضنُ البراري والتلالْ
ارحلْ فقد سقطَ القناعُ عن الثَّعالبِ أيُّها الفرعونُ
إذ ضاقَ الفضاءْ
ما عاد ينفعُكَ التَّوسُّلُ والتَّعطُّفُ والرَّجاءْ
ما عاد ينفعُكَ السُّؤالْ
آلآنَ يا هذا الشَّقيُّ تريدُ أن تبني , وقد
أفسدْتَ قبلُ وكنتَ من أعتى الطُّغاةِ
وكنتَ رأسَ الفاسدينْ؟
آلآن تفعلُ ما نريدْ؟
آلآن تعرفُ أننا كنَّا بظلِّكَ كالعبيدْ؟
آلآنَ تؤمنُ إذ كفرْتَ بقدرةِ الشَّعبِ العظيمِ
على اقتلاعِكَ من جذورِكَ ثم رميِكَ
في مجاهيلِ الفناءْ؟
لمزابلِ التَّاريخِ يا هذا وقد
أفنيتَ عمرَكَ في جحورِ الظُّلمِ
تفعلُ ما تشاءْ
فالشَّعبُ قد عرفَ الطَّريقَ إلى الحياة ولن يعودْ
إلا وفي يدِهِ مفاتيحُ الجهاتْ
إذ لا حدودَ ولا قيودْ
الآن ارحلْ خاسئاً
لتعيشَ مكسورَ الجناحِ
كما كسرتَ جناحَ كلِّ الأمَّهاتْ
وليتَّعظْ كلُّ الذين تجاهلوا في غيِّهمْ
طوفانَ نوحٍ في قلوبِ الأشقياءْ
الآن نكتبُ أيُّها المصريُّ باسمِكَ أنَّنا عربٌ
بلا خجلٍ ونُسمعُها لكلِّ العالمينْ
الآن أعرفُ أيُّها الهرمُ العظيمُ بأنني
أمضي وقلبي واحدٌ من هؤلاءْ