عبد القادر حمود: الديكتاتور

عبد القادر حمود: الديكتاتور

زي بوست:

لن تغمضَ عينُ الديكتاتور..
فتحتَ وسادتِهِ
لغمْ…
لن يأكلَ كالناسِ، ولن يمشي كالناسِ،
ولن تنفعَهُ نسبةُ تصويتٍ بلغتْ (100%) مئةً من مئةٍ..
بنعمٍ، نعمْ
فهنا، وهناك، وفي كلِّ مكانٍ
لغمْ
*

يتمنَّى الديكتاتور كثيراً لو لم يخلقْهُ اللهُ على هيئةِ إنسانٍ…
يتمنّى
لو كان صنمْ
فيرى السذّج حول فخامته، أبقاراً في المرعى..
ويرى حول جلالته غنمْ
وحميراً تنهقُ: (بالروح وبالدم نفديك)، وتنهقُ…
لا يسمعُها، لا يبصرُها، لكن لا يخشى أن تزرعَ تحتَ وسادتهِ
لغمْ
*

الديكتاتور يخاف الموت…
يخافُ خيانةَ زوجتِهِ، ويخافُ الحرّاسََ، ويحسبُ ألفَ حسابٍ
للطاهي والحلاّقِ
ولا يأمنُ مكْرَ ابنتِهِ لو عادتْ منتصفَ الشكِّ وخاطبَها بفمٍ ملآنٍ فأجابتْهُ بنصفِ فمْ
*

لغمٌ
لغمٌ.. لغمْ
والديكتاتورُ يحاولُ أن يُغمضَ عينيهِ…
يحاولُ…
لكنْ تحت وسادتهِ..
أو…
أسفلَ كرسيِّ الحكمِ، وفي عيني ابنتِهِ
لغمْ
وبمكانٍ مِنْ جسدِ الزوجةِ يوجدُ أيضاً
لغمْ
*

ويُصوِّتُ أفرادُ (الشعبِ)
ونوّابُ (الشعب)
وحرّاسُ (الشعب)
وأبقارُ (الشعب)
وأغنامُ (الشعب)…
يصوّت موتى (الشعبِ) بكلِّ استفتاءٍ
نعمٌ.. نعمٌ.. نعمْ
وفضيلةُ (مولانا) يدعو مِنْ فوقَ المنبرِ…
يعصرُ عينيه استجلاباً للخشيةِ والدَّمعِ…
اللهمّ ارفع مقتَكَ عن (والينا)…
ودعِ النومَ يحطّ على جفنيه، وأتمَّ على حضرته ما يستأهلُ من نعمْ
لكن،…
وبرغم تضرّع (مولانا)
وتذلُّلِ (مولانا)،
وبرغم هتافات الشعبِ الصامد:(بالروحِ وبالدمِ نفديكَ)
وبرغمِ ولاءِ (الرعيانِ)، وما في المرعى من (طَرْشٍ)
ماعز،
أبقارٍ، غنمْ
لن تغمض عين الديكتاتور
فتحت وسادته
لغمْ
وهنا، وهناك، وفي كل مكانٍ
لغمٌ
لغمٌ
لغمْ
*

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s