مروى بديدة: دروب ليست لنا

مروى بديدة: دروب ليست لنا

زي بوست:

غدا
في فجر كلاسيكي أخاذ
حينما تضيء الدروب و تلمع أفنان الغاب بسحر خفي
سننجو أنا و أنت
بعد أن توهنا الخراب الرحيب الذي ظنناه حبا
بعد أن مشينا طويلا و نفوسنا مثقلة بلذة عنيفة
حين أضاعتنا اللقاءات الصاخبة في المطارح القصية
وأنت تمد يدك الطاهرة لتجرب الأذية والجموح
حين كانت رؤوسنا تميل في الحر بلا قبعات
تهدهدنا شمس حارقة
و في ظل وهمي نستريح
تركنا خلفنا حنانا عائلية ووجبات جماعية على الطاولات السعيدة
رمانا الشغف في بلاد بعيدة و غير آمنة
لا نفرق فيها بين الألعاب النارية والمتفجرات
تحجبنا المداخن العالية عن سماء نورانية
بنفوس مندفعة و لئيمة
ضعنا حيث ضاع بشر بلا رصانة
وسيرتنا الجاحفل كجند مطواعين
يقودنا سيد محنك على جواد حرون
يسميه المغفلون كما يشاؤون
و نحن كنا نسميه حبا
إذ أطلقت عليك النار ألف مرة
وأصبتك برصاصات نادرات
ظننت أنني أتودد إليك وأحرسك
لكنني قتلت أغلب ما فيك دون إفتعال
والكل من حولنا يقتل أحبابه
ويتوه بلا حساب
بعد أن تمرنت النسوة على وضع القرمز و الصدريات بموديلات مخيفة
و اتخذ الرجال مواقف صارمة من الاحتشام و عذبوا وجوههم بشفرات حلاقة غريبة الطراز
و كلهم ابتدعوا جرائم ناعمة يحرفون أسماءها
ويتبارزون في الساحات العامة
بنشوة معقدة ومسلسلات فاضحة
يتوجونها بالزواج و الطلاق وألبوم صور تساورهم منه الشكوك والأحزان
مشينا في طريق لا يخصنا
فسرى الألم جشعا في عظامنا وانقشع الضوء من أرواحنا
هكذا حين نمشي ولا نعد خطانا
نبتهج بالأخطاء الفادحة
وتتضخم قلوبنا بالفرح العشوائي
فندفع كلفة باهظة
لنجرب إذن المشاعر الشحيحة ذات الجدوى
كان علينا أن لا نسرف في الغراميات باستهتار مريع
كان علينا أن نمضي قدما دون أن نتجاوز المدى
ونسير بلا مكابح …
نتفوق على الموت والنهايات الوعرة
غدا
سننجو أنا وأنت
وقتما نتعلم بأعصاب مشدودة
كيف لا نمضي في دروب ليست لنا

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s