حسين الضاهر: مشاهد يتلوها البدوي
زي بوست:
المشهد الأول :
كنت نائماً حين مرّت الحرب من قريتنا
وأمسكت بأيدي خمسة من أصحابي
أخذتهم خلف حائط الحياة الأخرى
المشهد الثاني :
” وسادات هذي البلاد لا تفهم حزننا ”
عبارة كتبها أحدهم على بوابة الليلة الأولى هنا
ومن حينها تمرّ عليّ الليالي كسلحفاة متوحشة
المشهد الثالث :
زوجتي تتململ من صرير أسناني كل ليلة،
أمضغ الكوابيس مذ وطأت هنا : أجبتها
المشهد الرابع :
كما رسمتني من قبل
بكتفين متهدلين وجسد هزيل
إلا أن أوهامي باتت أكبر من رأسي ويرهقني حملها
المشهد الخامس :
وحده المطر يعرفني فلم أختبئ يوماً تحت مظلة
المشهد السادس :
كلما دخلتُ قرية تتسلل رائحة اللعب القديم
من نافذة الذكرى التي أغلقتها بأحكام أو هكذا أظن
المشهد السابع :
المارة غالباً ما يسألوني من أي مدينة سورية جئت
كي يستعيروا قليلاً من أوجاعي
المشهد الثامن :
كل صباح أتسول خبراً عاجلاً عن السلام
وعند المساء أنام جائعاً
المشهد التاسع :
الفراغ كلب محبوس معي في نفس الغرفة
المشهد الأخير :
لطالما كنت بدوياً في عيني أمي
وفي ذاكرة أبي النزق دائماً
عند الشروق بدوي ثمل بكأس شاي
وعند الغروب بدوي حالم
إلى أن تعلمت التسكع على خرائط ( الغوغل مابس ) .