غـداً ستندمُ
زي بوست:
غـداً ستندمُ .. مـــا غاليتُ إن وقفـا
يومـاً ببـابـــــــــــيَ هــــذا القلبُ واعترفـا
وتطلبُ الصَّفحَ عمَّا كــــــــان مرتبكـــــاً
يا جـرحَ أمسٍ علـــــــــــــــــى حمَّـــــــــــائـِهِ نزفـا
وقفتُ قربَكَ أستسقي الصَّبـاحَ مـنىً
وأنت تذرِفُ دمـــــعَ الغــــدرِ مرتجفا
تظنُّني لا أعي ما حكتَ مـن كذبٍ
لكنَّــه العشقُ أعمـــــاني ومـــــــا رأفــــا
وقلتُ أنساكَ لكن قــــد بــــــدتْ عبثاً
محـــــــــــــاولاتي , , وقـــــــــــــــد جرَّعتني لهفا
قتلْتني وتريـــــــــــدُ العفوَ …. معــــــــــــذرةً
أين القتيلُ الذي استسمحْتَهُ , فعفا
رضيتُ منكَ قليلاً , فانتهبتَ دمــي
ورحـتَ تغرفُ مــــــــن أغوارِهِ صدفـــــــا
طرقتُ بابَكَ ….. أنفــاسي مبعثرةٌ
على الدّروبِ , وظلِّي خـــــانني وجفا
صدحتُ مـــــــن ولهي غنيتُ فاستبقا
للبــــاب إذ ألفيـا قلبي هنــــــاكَ غفا
أسـلمْتُ للحلمِ المخمورِ باصرتـــــــــي
فصيَّرتني لأغصــــــــــانِ المــدى سَـعَفَا
حملتُ أفقَ مداهـــــا وانتظرتُ غـــدي
حتى أرى الفجرَ مـــــــن أكمامِها زحفا
أطرقتُ تحملُني أشـــــــــــــــــــــــلاءُ منسـأَتي
إلى البعيدِ وحـــــرفي بعدُ مــــــــا عرفا
أني رحلْتُ .. لهـــاتي راودتْ نفسي
حـتى يمـرَّ فلـــم يأبــــــــهْ لهـــــــا أســــــــفا
يا منيةَ النَّفسِ ما أغراكِ في وجعي؟!
حتّى تقدِّي قميصَ القلـــــبِ حينَ وفى
خريرُ صوتِكِ عندَ البــــــــــابِ أرَّقني
أصغيتُ لكنَّـه قــــــــــــــد فـــــاتني وهفا
أدمنتُـهُ فرمـــــــــــــاني فـــــــــــــــــي تَكَسُّـرِهِ
وانســـــــــــابَ يخضلُّ فــــــــــي ترتيلـِهِ هيفا
مـــــــا كنتُ يوسفَ يوماً فـــــي تعفُّفهِ
ولا امرأَ القيسِ مـــــــــــــن صهبائِها ارتشفا
لكنني عاشــــــــــقٌ أودتْ بــــه غصصٌ
تنــــــــاهبتْ حلقَهُ إذ مـــــــــــرَّ واغترفــــــــــــــا
يا أنتِ يا طفلةً مـــــا كنتُ أحسبُها
إلا الفراتَ علــــــــــــى خـــــــــــــدَّيَّ قد رعفا
كوني كما شئْتِ لن أرضاكِ كاذبةً
فمـــــا لغيرِكِ هـــــــــــــــــذا القلبُ قـد وجفا
إن جئْتِني تطلبينَ الصَّفحَ نـادمــــــــــــةً
يومـاً , فما حيلتي و العمرُ قــــــــــــــد أزِفا
من ديوان: تغريبة آخر الشعراء