أحمد سليمان: طفولتي الواقفة بوجه الانحناء
زي بوست:
رُبما لو أنني اللاشيء حقاً لقرعوا نواقيسَ الكنائس وأذّنو وصّلوا وركعوا بخشوع و دَعوُا الله أن يشربَ البحر أو على الأقل يرفعهُ ما بينَ نجمتينْ ، رُبما كانوا بحثوا بكل ما في وسعهم
من الإمكانيات لإنقاذي من الغرق،
رُبما لو أنني اللاشيء لفرشوا طريقي بالألعابِ والأزهار، وأشعلوا قناديل آمالٍ تُضيئ ليلي وشموسَ ربيعٍ تُسعد نهاري.
”فطفولتي التي تنبع من عين طفولتي، هي نفسها طفولتي التي تسطع من وجع طفولتي.. طفولتي التي قُتلت برصاصٍ وماء..
طفولتي التي ذبلت ولا تزال واقفة بوجهِ الانحناء.. طفولتي التي كانت على وشكِ الامتلاء
وأصبحت على وشك الانتهاء، طفولتي التي هُجرت من كُلِ مكان من أرضٍ لا أعرفها في الوجودِ هي أم اللاوجود!
طفولتي المُبللة بالحليب والدماء، طفولتي التي يفوح منها الهوى والهواء.. طفولتي المعجونة من قمح الذكريات و دمع الحنين.. طفولتي التي حقاً ما عدتُ أعرف أينَ أذهبُ بها
إلى أي قبرٍ.. نحو من في الأرض، إلى أيةَ سماء؟
قبل الآن وبحق من غرِقَ الآن أنني أشعر أن طفولتي البريئة في هذا العالم الرمادي باتت خطراً.. عبئاً على كل شيء.
رُبما لو أن طفولتي حقاً هي اللاشيء لأخرجوها من الحصار وأنقذوها من الضياع و الدمار
ومنحوها لعبة ووطناً
فطفولتي تستحق حقاً تستحق فهي ببساطة روح وماء هي أنا هي هو هي ذاك الطفل الذي يموت غرقاً وجوعاً وعطشاً وذبحاً ما بين الثانية والآخرى في كلَ أنحاء الأرض.. هي طفل حلّمُ الغدّ، هي طفلة الله الشقية… هي سنبلة الحياة…
هي اللاشيء الموجع الغائبُ عن ضمائرهم، هي أنا الحاضر بوجداني أبدا الذي يتمنى لو أنهُ اللاشيء عن حقٍ وحقيق!!!
#آسف_يا_صغيري