ريان علّوش: ألوان نيكي
زي بوست:
لست من أولئك الذين يقعون في الحب من الابتسامة الأولى، فأنا قد حصَّنت نفسي منذ أن تلقيت أول صفعة حب في حياتي، لكن ولأن كل ما حدث كان يوحي لي بأن ثمة قصة حب جديدة ستطرق بابي الذي أغلقته منذ سنين، أزلت الغبار عنه وتركته مواربا تحسبا للقادمات من الأيام.
لا أعلم سبب وضعي في قسم الرسم في ذلك الوقت، فأنا لا أملك أي موهبة في هذا المجال، لدرجة أني أسخر من أولئك الذين يُعتبرون فنانين لمجرد أنهم يخربشون على الورق.
كان هذا قبل لقائي بنيكي، أو نيكو كما كنت أخاطبها، حال نيكي كحالي، حيث لا تمتلك من هذه الموهبة أي شيئ، لكني كنت أرى خربشاتها أجمل من كل اللوحات المعروضة في المتاحف، علاقتي بنيكي بدأت منذ أن قالت لي أول مرة: صباح الخير، وتنامت بعد أن باتت تسألني في كل يوم عن حالي وماذا فعلت، فأنا البدوي القادم من تخوم الصحراء لا أستطيع تفسير ذلك إلا بالاعجاب، الذي تحول إلى حب بعد أن بدأنا باستعارة الألوان من بعضنا، أو بالأحرى هي من كانت تستعير الألوان مني.
في عطلة الأسبوع كان الوقت يمر بطيئا قاسيا، كنت أرى نيكو أنَّى ألتفت، حتى عندما كنت أذهب إلى النوم كانت نيكي شريكتي، وكثيرا ما كنت أرانا في إحدى الغابات الممتلئة بالورود، كنا نركض، نضحك، ونتراشق بالألوان حتى نغدو بلون الطبيعة.
ذات يوم كانت نيكي منشغلة بلوحتها، وكانت لوحتها عبارة عن قلب اخترقه سهم، إنه قلبي، فأنا أعرفه جيدا، مازال ينبض، حتى وخزة السهم أشعر بها تماما، لكن دون ألم.
هكذا حدثت نفسي، ثم اتجهت نحوها بارتباك شديد، وسألتها كنوع من التشجيع: لمن ستهدين لوحتك يا نيكي العزيزة؟
أجابتني دون أن تترك بيدها من عمل: لحبيبتي
_حبيبتك؟!! آه تقصدين لوالدتك
_ لا يا عزيزي، حبيبتي هي زوجتي، وهذا اليوم ذكرى زواجنا، لقد مضى ثلاثة أعوام على زواجنا، كانوا كرمشة عين لم نشعر بهم لفرط سعادتنا.
بعد أن أنهت كلامها، وكي أثبت نجاحي في قصة الاندماج تمنيت لها ولمرتها دوام السعادة، ثم عدت إلى طاولتي وألواني، ألواني التي شعرت بها ولأول مرة بلا ألوان.