محمد زادة: تقول نسيتها
زي بوست:
تقول نسيتها. ..
وتقسم بأنك البارحة نمت
وأنت تبتسم
نمت بعمق كملكٍ
وكأنك لم تكن يوماً
تعرفها
…
تقول نسيتها …
وتقسم بأنك قبل أيام
مررت تحت نافذتها
وأنت تتمتم الأغاني بفمك
ولم ترفع رأسك نحو شرفات الكرز
ولم يسقط مفتاحك
وظللت متوازناً
لم تتبطئ في مشيتك
وكأنك مررت أمام أي بيت
وكأنه لم يكن بيتها
…
تقول نسيتها….
وتقسم بأنك لم ترابط
في الأماكن التي
تتردد إ ليها
ولم تفتعل الأحاديث أمام الأصدقاء
كي يسألونك عنها
وتجيبهم بتلويحة يد طويلة
بأنك منذ زمن بعيد
نسيتها
…
تقول نسيتها
وتضيف
عن صورتها
أعلى السرير
بأنها لعازفة تشيلو ماتت من البرد
على بعد مترين من خط الاستواء
وتقول عنها إسبانية إيطالية
ومرات تقول بأنك لا تعرفها
هي صورة أعجبتك فاشتريتها
ثم تقول اسمها
وتقول نسيتها
…
فلماذا تهاتفها وتتصنع الارتباك
تقول بأنك أخطأت في الرقم
وأن هناك في هاتفك
عشرة أسماء
كاسمها
…
تقول نسيتها
ودون أن يسألك أحد عنها
تقسم بأنك نسيتها
…
كلما تكتب قصيدة
يخذلك الحبر
هي عادة الحبر القديمة
فكل من يقرأ
يعرف أن القصيدة لها
…
تقول نسيتها ….
ألم تقل نسيتها
فلماذا تغادر مجالس الأصدقاء
كلما ذكر اسمها
…
تقول نسيتها
ومضى على نسيانها زمن
وحين تصافح امرأة أخرى
تخطئ في الأسماء
وكأن كل النساء
يحملن اسمها
…
تقول نسيتها
وفي المقهى تقول لي
هنا جلسنا أنا وهي
وعجائب الدنيا السبع
وتسعة فناجين متواصلة
لم أترك يدها
…
تقول نسيتها
ويشرد ذهنك
وأنا أحدثك
أعرف انك لست هنا
أنت الآن على مقربة من الله
لا أقطع صلاتك
أراقب دمعتك
تتشكل على الجفن
وأنت تقاوم أن لا تسقط
فأُذكّرك بالسدود العملاقة
كيف تصدعت وتهاوت
ثم تسقط…
ليست الدمعة ..
بل أنت تسقط
وحين يسألك طبيب الإسعاف
عن عمرك
تقول عمرها
…
تقول نسيتها
النسيان نعمة.. لا ينعم بها من مثلك
أيها الشاعر الذي أحب أمرأة من
سكر ومرمر
لا تقل لأحد بأنك نسيتها
أنت مصاب بها
مهووس برائحتها
وفي التخطيط الأخير لقلبك
كلهم قالوا
لم يظهر سوى
نبضها
…
تفاصيل الملل