دلشا آدم: قف أيها الكردي
زي بوست:
قف وكأنك استيقظت من جهل
قف للحظة وحدق مليا في مرآتك الجاثمة في زاوية مهملة هناك
واجه حقيقة ذاتك لا ظلالك
حقيقتك أنت أيها الكردي الغافي على فراش الأحلام
تنفس الصعداء واطرح على ذاتك تلك الأسئلة التي تهربت على الدوام من مواجهتها
لماذا تجثم هاهنا كالجثة بلا حراك
تترنح كالأشباح وتتدلى بحبال الوهم ومائلاً نحو الهاوية؟
لماذا لا تتحول لسيف مسلول فتشطر هذا الظل الهزيل إلى نصفين وتواجه العالم بوجعك المتقوس وقلب تائه في بحثه عن الملاذات
كم تعددت أسئلتك بينما تحرض تلك الظلال وتثيرها على النهوض من سباتها ومراجعة ذاتها ولكن دون جدوى، لتثور على هذا الإجحاف الذي أحكم قبضته على مصيرك
هذه الأمة التي تتراشق بالتهم حيناً وتكيل المديح أحياناً أخرى لتبيح لنفسها ما أفسدته بترو مهين
هذه الأمة التي لا تكرم عظيماً ولا مبدعاً إلا حين رحيله فتذرف دمعتين ومن ثم تهيم في التناسي
هذه الأمة التي أصبحت ساحة للمتطفلين والجائعين والجاهلين
هذه الأمة التي تغتال على مرأى من الحلم وتزج بشبابها في أتون المجهول فيما لا تحتاط للغريب
هذه الأمة التي تزف في كل لحظة شهيداً وهي في أوج جراحاتها وتنعيه بملح الخيبة فيما ما تبقى من أبنائها جثث طافية على وجه الزرقة والنوارس تزف إعلانها
خابت الأحلام وتلاشى اتساعها وبنوها هائمون في زيف التوجه فلم يتبق لهم من يعينهم على تحديد الوجهة
فقف أيها الكردي أمام مرآتك للحظة وانزع عن وجهك ذاك القناع
وامسح عن وجهك غبار خيباتك بقلم وعلم ووطن وآمال ممزوجة بجرعة حب ووفاء وتكريم
*لوحة الفنان : Jamil Soro