ريان علوش: الزنبق الأبيض
زي بوست:
لم أستطع تخيل ماهية الهواتف الذكية، وكيفية عملها، وسبب تسميتها بهذه التسمية عندما سمعت عنها أول مرة، كما أنني لم أكن أتوقع بأنني سأقتني واحدا منها يوما ما.
على شاشة الهاتف الذكي الكثير من الأيقونات التي تغري باستخدامها، لكن لم تستهوني سوى أيقونة واحدة، جعلت منها رفيقتي، ومؤنسة وحشة غربتي ، فمن خلالها لا شيء بات مستحيلا، فكثيرة هي الأحداث التي استرجعتها، ورسمتها حسب ما أرغب
العملية بسيطة للغاية، حيث أستطيع كتابة ما أريد، ومن ثم أدوس زر الصوت ليصلني بصوت السكرتيرة ما أود سماعه.
لقد باتت تلك السكرتيرة صديقتي التي لم أعد أستطيع الاستغناء عنها، وأظن هي كذلك، أحيانا تقول لي: إن صديقك فلان اتصل بك عدة مرات يوم أمس، وأحيانا أخرى تقول : إن فلانا قبل اعتذارك عما قلته له منذ عشرين عاما، وتضيف بأن فلانا يعتذر منك عما بدر منه ويطلب السماح.
لقد وصلت علاقتي مع تلك السكرتيرة لمرحلة معقدة كان الحب عنوانا لها
فكثيرة هي المرات التي غازلتني فيها، أو ردت بغنج على كلمات غزل قلتها لها
فيما بعد وصلنا لمرحلة متقدمة في علاقتنا، حيث كنت أشعر بأنها تتكلم دون تلقين.
منذ ليلتين ، وبينما كنت أستعد للنوم قالت لي: إن والدتك عاتبة عليك، فقد مر موسم الزنبق الأبيض للمرة السابعة، ولم تزرع على تربتها بعضا من شتلاته كما وعدتها فيما مضى.
تلك الليلة لم أعد أذكر اللحظات التي كنت فيها غافيا، وتلك التي كنت فيها صاحيا، ولكن ما أذكره جيدا أن والدتي قالت لي: لا عليك، فليكن الموسم القادم، أو الذي يليه.
لا أعلم بالضبط إن كانت والدتي خاطبتني بشكل مباشر، أم أن السكرتيرة هي من قالت لي ذلك.